/ صفحه 201/
من علوم السنة:
بحث في نفد الحديث
للأستاذ سيف الدين عليش
للإمام الترمذي إشارات عقب إيراده لحديث الباب يقول فيها: وفي الباب عن فلان وفلان وفلان. ومن المفيد تخريج هذه الأحاديث ولم أر من عني بتخريجها إلا الإمام الحافظ بن حجر(رحمه الله)، فقد ألف كتاباً بعنوان ((اللباب في شرح قول الترمذي وفي الباب)) وهذا الكتاب مفقود لم يعثر عليه بعد وإنما يذكره من يترجم للحافظ ابن حجر ضمن مؤلفاته(1). وقد بلغت مجموعة الأحاديث التي أشار إلى أنها من رواية عبد الله بن عمرو 124، حديثاً ويشك أحياناً في نسبة بعضها إلى عبد الله بن عمرو، لأن طبعات الترمذي المتداولة رديئة وبها أخطاء كثيرة. واستطعت بعون الله أن أخرج من هذا العدد تسعة أحاديث ومائة، وقد

ــــــــــ
(1) أنظر مقدمة شرح الترمذي بتحقيق الشيخ شاكر ج 1.

استفدت من المجموعة الكبيرة من أحاديث عبد الله ابن عمرو التي جمعتها. وأرجوا أن أوفق مستقبلا إلى تخريج كل ما أشار إليه الترمذي من أحاديث ((وفي الباب)) إن شاء الله تعالى.
والمقارنات نوعان، مقارنة من حيث السند، ومقارنة من حيث المتن، وقد وضح لي من دراستي قيمة هذه المقارنات، وأشير إلى أهمها فيما يأتي:
أولاً: من حيث السند.
1 ـ المقارنة في الأسانيد توضح أيهما أعلى أو أنزل درجة من الآخر، وقد تبين لي الإمام أحمد بن حنبل إسناده دائماً أعلى من غيره من أصحاب الكتب الستة إلا في القليل.
2 ـ مقارنة الأسانيد قد توضح علة من علل الحديث، كاضطراب بعض الرواة فيه، كما في حديث ((لا يدخل الجنة منان ولا عاق والديه ولا مدمن خمر)).