/ صفحه 309/
اللَّه
في القرآن الكريم
للأستاذ محمد محمّد المَدني
عميد كلية الشريعة
1 ـ لا نجد في القرآن الكريم حديثاً مباشراً عن ذات الله تعالى; لأن الذات الإلهية لا يمكن وصفها، ولا تصور كنهها، ولا الإحاطة بها، ولو على وجه من التقريب وإنما نحد القرآن الكريم يأتي بحديثه في هذا الجانب على وجه السلب والنفي، فيقول مثلا: ((ليس كمثله شىء)) فيعطينا بهذه الجملة القصيرة، قانونا وقائيا عاما نستعمله كلما احتجنا إلى مدافعة وهم من الأوهام، في تصور ذات الله تعالى، ومحاولة معرفة كنهه جل وعلا.
ويقول: ((سبحان الله عما يصفون)) فيعطينا بهذه الجملة القصيرة أيضا ما ندافع به أولئك الذين يحاولون تصوير الله، أو تمثيله بأحد من خلقه.
وكلمة: ((سبحان الله)) معناه تنزيه الله، وتقدير اللفظ فيها: أعتقد تنزه الله، أو أنزه الله تنزيها، أو نحو ذلك، وهو معنى سلبي، لأن التنزيه هو نفي كل مالا يليق عن الله تعالى، ويقول جل شأنه: ((بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة)) فيرشد أصحاب العقول إلى استحالة أن يكون له ولد، مستدلا على ذلك بأنه ليس له صاحبة، وهو معنى سلبي أيضا.
ويقول: ((لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد)) فينفي عن ذاته أن تكون متولدة من غيره، أو أن يتولد عنها غيره، أو أن يكون له مماثل وكفو.