/ صفحه 362/
حكمة الوجوُد الإنساني وَغايته
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ بس سوبلهم طه
من كبار علماء الأزهر
نحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك، ونشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، خلقت العوالم بقدرتك، ووضعت لها الموازين القسط بحكمتك، سبحانك لا نحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، ونشهد أن محمداً عبدك ورسولك، أرسلته للناس بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا، وجعلته مَوْرِدَ الحقائق، ومصدر العرفان، وأكملت به عقد النبيين والمرسلين، وأتممت بنبوته ورسالته مراجل النبوات والرسالات، وختمت بشريعته جميع الشرائع والأديان، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.
((أما بعد)) فهذه نظرات وبحوث في ((دعوة الإسلام ومنهجها في الإصلاح، فيها علم وعرفان، وتوجيه وإرشاد، ومواعظ وعبر، وحكم وأسرار، وضياء للعقول، وطمأنينة للقلوب، وترقية للأرواح، وتزكية للنفوس، وعدة لاستقامة السلوك، وهداية إلى الطريق المستقيم، استقيت أصولها وحقائقها من هدى القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، واستوحيت فكرتها وعناصرها مما تلقيته عن علمائنا وشيوخنا السابقين والمعاصرين، ممن زادهم الله كمالا في العقل، ونوراً في البصيرة، ودقة في الفهم، وسعة في الأفق، ورسوخاً في العلم، وإدراكاً عميقاً