/ صفحه 65/
في سبيل التفاهم
للسيد الأستاذ توفيق الفكيكي المحامي ـ العراق
الفرق بين الرواية والرأى ـ رواية الحديث وأحوال الرواة عند الأمامية ـ إجماع المسلمين على أن القرآن المنزل هو هذا القرآن الذي بين أيدينا ـ لفظ المؤمنين في وقوف الأمامية.
من الدراسات الفقهية الإسلامية الجليلة التي عكف على دراستها وتحقيقها الأستاذ المفضال محمد أبوزهرة هي دراسة الفقه الزيدي في كتابه الجديد القيم ـ الأمام زيد ـ (4) فقد كانت عميقة قائمة على البحث والتحليل والمقارنة في الأصول والفروع بين المذهب الزيدي وبين المذاهب الإسلامية الأخرى المشهورة، هذا بالإضافة إلى إستقصاء الجوانب التاريخية والعوامل السياسية التي عملت في نهضة الإمام زيد في ظهور وتطوير مذهبه الفقهي ومكانته من الفقه الإسلامي وموقف أئمته من تحديد الأمامة العامة في تاريخ الإسلام السياسي، كل ذلك بحثه الأستاذ البحاثه أبوزهرة بحث العالم الخريت والمدقق البارع والخبير الماهر كما سبق فيما كتبه عن الأئمة الأربعة وفي آثاره العلمية والقلمية النفسية الجديرة بالتقدير والإعجاب لما فيها من دقة النظر ومناقشة الآراء ونقدها بحرية وجراءة في سبيل خدمة الحقيقة العلمية، ولكنه بالرغم من هذه النزعة التي يتحلى بها فقد يخطئه التوفيق أحيانا في توجيه الروايات والآراء الفقهية في مذهب الأمامية الأثنا عشرية توجيهاً يخالف ما هو من لازم ـ المذهب وأصول أصحابه المدونه وهو بهذا يتسرع بإصدار أحكام في مهاجمة الرواة والمجتهدين دون الالتفات إلى مفاد مصطلحاتهم ومقاصدهم من إستعمال الألفاظ والعناوين في المسائل الفقهية وطرق الرواية وأقسامها عندهم والفرق بينها وبين الرأى وقد سبق للأستاذ أن كتب حول شخصية (ابن الطوفى) الحنبلي في كتابه الإمام أحمد بن حنبل (رضي) فحشره في زمرة الفقهاء الأمامية الأثنا عشرية وأنه اُخذ عنهم مذهبه في المصالح المرسله وكنت قد كشفت بوقته عن شبهته هذه ـ في مقال نشرته في مجلة رسالة الإسلام الغراء تحت عنوان (شخصية ابن الطوفى) بما فيه الكفاية.