ـ(187)ـ
قال فضيلة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء(رحمه الله) في ندائه لجميع مسلمي العالم:

"إلى كل ذي حس وشعور: ليعلم أن المسلمين اليوم بأشد الحاجة إلى الاتفاق والتآلف، وجمع الكلمة، وتوحيد الصفوف، وان ينضم بعضهم لبعض كالبنيان المرصوص، ولا يدعوا مجالاً لأي شيءٍ مما يثير الشحناء والبغضاء والتقاطع والعداء.
ويجب المحافظة على حرية المذاهب والأديان كما قال تعالى:
(يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق) وفي الحق أن ما يواجهه الحق ـ من أباطيل يلزم المسلمين ـ بقطع أيادي السوء التي تعبث بالبلاد، وفي الحزم، بل الحتم إذا حصل بين أهل البلد الواحد شيء من الوهم، سعى الحكماء والعقلاء فوراً إلى إزالته والمبادرة إلى الإصلاح، عرفنا أن الداء العضال والمرض القتال إنما هو التفرقة الناشئة من توغل الأنانيات والعصبيات الباعثة على التفاخر، ثم التناحر، فالتقاطع، فالتدابر، فدك العنصريات، وسحق القوميات، فصرح الوحي على لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وآله (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ثم زاد وأوضح البيان "الناس كلهم لآدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى" "ليس منا من دعا إلى عصبية".
ثم قال رحمه الله:
(قد بُني الإسلام على دُعامتين: كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة)(1)
______________________________
1 ـ عن كتاب المثل العليا في الإسلام لا في بحمدون: ص 48.