ـ(31)ـ

دليل العقل
عند المذاهب الإسلاميّة
الأستاذ محمّد الغراوي

لدليل العقل دور رئيسي في كثير من الإبداعات الفكرية ـ التي أدت إلى قيام المذاهب الكلامية ـ تمثل بموقف المعتزلة حين منحوه سلطة مطلقة، وجعلوه حكماً في الموضوعات الدينية، سواء كانت عقائدية أم تشريعية(1)، وقد اختلف المفكرون في تحديده. لذا رأيت من المناسب قبل الدخول في عرض آراء المذاهب الإسلاميّة وأدلتهم ومناقشاتها أنّ أشير إلى المقصود من هذا الدليل عند أبرز الأعلام؛ للوقوف على التفاوت الكبير بين المؤيدين لـه والرافضين الاعتماد عليه.
فابن المقفع يرى: أنّ العقول وإن كانت من نعم الله العظيمة فهي لا تبلغ إلى معرفة الهدى، إلاّ بما أكمل الله للناس النعمة في الدين الذي شرعه(2).
أما الشافعي فالعقل محصور عنده في أمرين:
الأول: إدراك طبائع الأشياء التي يراد الحكم فيها، وصفاتها، وما بينها من تشابه واختلاف، وأعطاه أيضاً مهمّة التأمل بحدود فهم النص.
__________________________________
1 ـ شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار بن أحمد: 564.
2 ـ النظام وآراؤه الكلامية والفلسفية لأبي ريدة، للدكتور محمّد عبد الهادي: 29.