ـ(123)ـ

دور المحتسب في السوق(1).

الدكتور عبد الهادي التازي
يعتبر إطار "المحتسب" من أهم الأطر التي تعتمد عليها الدولة الإسلاميّة في السهر على مصلحة المسلمين وازدهارهم، وهي تعني: المراقبة، رقابة العمران، ورقابة الأسواق، وما قد يجري فيها من الغش، بما فيه الغش التجاري والغش الصناعي.
وهذه الوظيفة ولو أنها لم تعرف باسمها الذي عرفت به في القرن الثالث الهجري، لكنها في سماتها العامة عرفت في عهد الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ والعصر الذي يليه، وقد
__________________________________
1 ـ بحث ثدمه الدكتور التازي إلى المؤتمر الدولي الذي انعقد في الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية ـ تبريز) خلال الفترة من 13 ـ 16 جمادي الثاني 1414 هـ بدعوة من مؤسسة الموسوعة الإسلاميّة حول "السوق في حضارة العالم الإسلامي"، ونشير إلى أن الكاتب ـ حفظه الله ـ لم يذكر أياً من المصادر الشيعية التي تطرقت إلى موضوع المقال، ولو فعل ذلك لأصفى قوة على موضوعه، لأن فقهاء الإمامية تناولوا هذا الموضوع واستدلوا على وجوب القيام بالأمور الحسبية بعمومات من الكتاب والسنة والإجماع، وبضرورة العقل الحاكم بوجوب حفظ النظام، وقد قسموا موارد الحسبة إلى قسمين: أحدهما: ما يتعلق بقضايا الأشخاص من قبيل القاصرين باليتم والجنون وغيرهما. وثانيهما: ما يتعلق بقضايا النظام العام في المجتمع، ونحن أضفنا إلى هذا المقال هوامش من مصادر فقه أهل البيت عليهم السلام، مستندين إلى الكتب التالية: تهذيب الأحكام والمبسوط والنهاية للشيخ الطوسي، والدروس للشهيد الثاني، وقواعد العلامة، والمقنعة للشيخ المفيد، وجميع الكتب الفقهية الإمامية، وقد ذكرنا بعضا ً منها. "التحرير".