ـ(194)ـ

الأنابة
الشيخ محمّد علي الساعدي
قال الله سبحانه وتعالى: [والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد _ الّذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب](1).
تمهيد
لا يبلغ الإنسان السالك غاية كماله ونهاية وصاله نحو الحق تبارك اسمه إلاّ بتزكية الأخلاق والوصول إلى معالي الأخلاق؛ لأن الأخلاق في الإسلام تقوم على عملية الموازنة بين غرائز الإنسان، اعتماداً على نظرة الإسلام للكون والحياة، والتي تعطينا نظاماً خاصاً وعطاء منسجماً مع طريقة الإسلام في الحياة، والتي تمنح الضوابط الأخلاقية التي تحفظ الإنسان من الشذوذ والانحراف فالإسلام باعتباره خاتم الرسالات حافظاً لسير الإنسان التكاملي، محيلاً بينه وبين الانحراف والوقوع في مزالق الهوى والفساد.
__________________________________
1 ـ الزمر: 17 ـ 18.