ـ(20)ـ
مسالة البداء في ضوء إفادات معلم الأمة الشيخ المفيد "رحمه الله"
السيد سعيد اختر الرضوي
مؤسس وعميد لجنة بلال الإسلاميّة للتبشير
دار السلام ـ تانزانيا

إنّ مسألة البداء من المسائل العويصة التي لم تزل تتجاذبها الآراء بين علماء الإسلام، فأهل الجمهور يعيبون الشيعة بسببها ويشنعون عليهم، وليس منشأ ذلك إلاّ بسبب سوء تفسير البداء، بأن الله ـ سبحانه وتعالى ـ يتحول من عزم إلى عزم بسبب حصول العلم بشيء أو مصلحة بعد مالم يكن حاصلاً من قبل وغير خفي أن البداء بهذا المعنى مستحيل في حق الله سبحانه وتعالى، والشيعة براء من هذا الاعتقاد، ومن افترى ذلك عليهم فقد افترى كذباً عظيماً.
وإنا إذا أمعنا النظر لوجدنا أن الاختلاف ليس إلاّ نزاعاً لفظياً فقط؛ لأن المثبتين يثبتون أمراً، والمنكرين ينكرون أمراً آخر.
فإن البداء يستعمل في الأدب العربي لمعان شتى، ولكن الأصل فيه من حيث الوضع اللغوي هو: الظهور، والظهور يمكن أن ينسب إلى الله سبحانه، أو إلى العباد.
فكل من حمل البداء على ظهور حال الشيء لله تعالى بعدما كان خافياً عليه، فقد أنكر هذا الاعتقاد؛ لأنه يستلزم القول بجهل الله ـ سبحانه وتعالى ـ وندمه ـ تعالى ربنا