رئيس الرابطة السنية في لبنان لـ "تنا": ایران ليست طائفية بل تبنت استراتيجية الوحدة الاسلامية ودعمت المقاومة

رئيس الرابطة السنية في لبنان لـ "تنا": ایران ليست طائفية بل تبنت استراتيجية الوحدة الاسلامية ودعمت المقاومة
رئيس الرابطة السنية في لبنان لـ "تنا": ایران ليست طائفية بل تبنت استراتيجية الوحدة الاسلامية ودعمت المقاومة

 شارك رئيس الرابطة السنية في لبنان ومفتي صيدا وأقضيتها السابق، سماحة المفتي الشيخ احمد نصار في مؤتمر الوحدة الاسلامية بدورته التاسعة والعشرين لعام 2015،الذي عقد في طهران تحت عنوان " ازمات العالم الاسلامي الراهنة"، وكالة انباء التقريب اجرت حوارا مع سماحته حول مختلف القضايا التي تعصف بالعالم الاسلامي من الفتنة المذهبية واستغلالها لضرب الامة، الى اهمية التقارب الايراني – السعودي.
 
یرى رئيس الرابطة السنية في لبنان في هذا الحوار ان الهدف الرئيسي من تأسيس تنظيم داعش الارهابي هو اولا تحريف في المبادئ الاسلامية الصحيحة والمتفق عليها من قبل كافة المذاهب الاسلامية القيمية منها والتعبدية ، وتشويه مفهوم الجهاد من خلال اقصاء المخالفين او قتلهم وذبحهم والتعامل معهم بوحشية مخالفة للشريعة الاسلامية ولكل الشرائع الدولية ليتم بذلك تشويه الاسلام .

وثانيا استغلاله لمواجهة المقاومة الفلسطينية والاسلامية التي تتصدى للعدوان الصهيوني وبث الفرقة بين المسلمين ليتسنى لاعداء الاسلام السيطرة والهيمنة على العالم الاسلامي .

واما فيما يخص سبل مواجهة هذا المشروع التكفيري فهو حسب رأي الشيخ النصار يجب ان يكون هناك مشروع فكري وثقافي لمواجهة هذا النهج المخرب الى جانب المواجهة العسكرية للقضاء على الوجود المسلح لهذا التنظيم الذي اخذ يهدد امن واستقرار دول المنطقة بل العالم كله .

وحول علاقة داعش بالمذهب السني اكد الشيخ النصار وبكل قوة ان هذا التنظيم لا يمثل المذهب السني بكل طوائفه ولا يدافع عنهم كما يتصور البعض وهو بعيد كل البعد عن السنة النبوية الشريفة .

ويرى رئيس الرابطة السنية في لبنان ان المشروع الداعشي اداة من ادوات المشروع الصهيوامريكي لتقسيم البلاد الاسلامية الى دويلات طائفية وعرقية عبر بث الفتنة المذهبية  والعرقية تساعدها في ذلك الحكومات العربية والاسلامية المستبدة التي وضعت قرارها وخياراتها السياسية تحت تصرف وإمرة اسيادهم الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية .

من هنا يرى الشيخ النصار ان بعض الدول العربية العميلة تقف بوجه المقاومة الفلسطينية في الاراضي المحتلة والمقاومة الاسلامية في لبنان والمنطقة التي تتصدى لهيمنة القوى الكبرى مؤكدا ان جميع حركات محور المقاومة في المنطقة هي عبارة عن مجموعة فكرية ثقافية اسلامية عسكرية يتم محاربتهم من قبل الاعداء وبعض الدول العربية الرجعية .

واضاف الشيخ احمد النصار ان هناك فرق كبير بين هذه المقاومة والارهاب التي تتبناه الحركات المسلحة في سوريا وممارسات داعش في العراق باسم الجهاد .

وعن تشكيل التحالف السعودي الجديد الذي سميتها وشكلتها هي السعودية دون استشارة سائر الدول العربية والاسلامية باسم "التحالف العسكري الاسلامي" لمحاربة الارهاب ، شكك رئيس الرابطة السنية في لبنان باهداف وجدوى فعالية هذا التحالف لمحاربة الارهاب ، مقترحا بان يكون بدل هذا التحالف تعاون جاد واخوي بين الدول الاسلامية خاصة بين السعودية وايران لمكافحة خطر الارهاب "عندها تنتفي الحاجة الى هذا التحالف العسكري الاسلامي المشبوه ".
 
وتسائل الشيخ النصار عن سبب عدم دعم ومساندة الدول المؤلفة لهذا التحالف للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني المتكررة على القدس وخاصة عدوانه الوحشي على غزة الذي خلف الاف القتلى والجرحى ودمر البنى التحتيتة لهذا القطاع دون ان تصل له اي مساعدة مالية وعسكرية من الدول العربية والاسلامية التي تشكل اليوم التحالف السعودي المزعوم .

واعتبر الشيخ النصار ان اي تطبيع مع الكيان الغاصب هو خيانة للامة الاسلامية والدين والشعب الفلسطيني في اشارته الى محاولات بعض الدول العربية وخاصة الخليجية لتطبيع علاقاتها مع هذا الكيان من خلال بعض اللقاءات والاجتماعات التي حصلت بين الجانبين وكذلك مشاركة الصهاينة في بعض الفعاليات الثقافية والاقتصادية والسياحية في الدول العربية .
 
ولماذا التخوف من ايران واتهامها  بنشر التشيع  كما يروج له بعض الاعلام العربي الفتنوي ؟ اجاب الشيخ النصار ان ايران هي الدولة الوحيدة في العالم الاسلامي تبنت مشروع واستراتيجية الوحدة الاسلامية وهدفها خلق تحالفات سياسية واقتصادية بين الدول الاسلامية بهدف تشكيل تجمع سياسي واقتصادي اسلامي وازن في العالم .

واكد ان ايران ومن منطلق ثوابت اسلامية صحيحة تعاملت ووتتعامل مع سائر الدول العربية والاسلامية واليوم لها دور فاعل ومؤثر في المنطقة ، مشيرا الى الدعم المتواصل للجمهورية الاسلامية للقضية الفلسطينية وحركات المقاومة في هذه المنطقة .
واضاف الى ان كثير من الدول العربية تخلت عن القضية الفلسطينة ولم تتبنى يوما استراتيجية وحدة الامة الاسلامية وحتى المؤسسات الدينية ظلت بعيجة عن هذه القضايا لانها تتحرك ضمن سياسسة الحكام .

وقال الشيخ النصار ان سبب تخوف اكثر الدول العربية من ايران هو مخالفتها للمشروع الامريكي في المنطقة ووقوفها الى جانب المقاومة الفلسطينية والاسلامية .
 
ورفض سماحته لان يكون لايران نوايا في نشر المذهب الشيعي عن طريق الابتزاز او الفرض او القهر ، مشيرا الى حرية التعبير والترويج لكل الاديان والمذاهب الاسلامية ما دام لا تأتي عن طريق القوة وشراء الذمم بل بالحوار والدعوة الحسنة والنقاش الهادئ .

وفي الختام يرى الشيخ النصار ان جميع الصراعات في منطقتنا سياسية لا علاقة لها بالمذهبية بل المذهب تستغله الحكومات التابعة للغرب لتحقيق مصالحها وتكريس حكمها ، داعيا الى ضرورة تعزيز الحوار بين الدول الاسلامية للخروج من ازمات المنطقة ، لافتا الى ان الحوار السعودي – الايراني كفيل لان تخرج هذه الازمات بنتائج ايجابية ووتخلص حينها المنطقة من اي نزاع مذهبي وفتنة طائفية تنعكس اثارها على العالم .