محمد المحفوظ : الحضارة الاسلامية لا تبنيها السياسية وانما جميع تعبيرات الامة وقواها الحية

محمد المحفوظ : الحضارة الاسلامية لا تبنيها السياسية وانما جميع تعبيرات الامة وقواها الحية
محمد المحفوظ : الحضارة الاسلامية لا تبنيها السياسية وانما جميع تعبيرات الامة وقواها الحية

 المفكر الاسلامي البارع محمد المحفوظ من مواليد السيهات في محافظة القطيف شرق السعودية ، ساهم في ادارة مجلة "البصائر" وكذلك شارك في تأسيس مجلة "الكلمة" وهي مجلة فصلية تعنى بالقضايا الفكرية والثقافية.

- كتب مقالات ثقافية وإجتماعية وفكرية في جريدة اليوم السعودية.

- له كتابات كثيرة ومتنوعة خاصة في المجال الفكري.

- له حضور بارز في الندوات والمنتديات الثقافية والأدبية في المنطقة.
 
ففي حواره مع وكالة انباء التقريب "تنا" عدّ المفكر الاسلامي محمد المحفوظ  اسباب اضمحلال الحضارة الاسلامية وكبت تأثيرها في الحياة العامة الى :

1ـ سيادة نهج الاحتكار والاستئثار والاستفراد بالسلطة. والحضارة كمنجز إنساني لا يمكن أن يتحقق مع غياب الحرية وسيادة نهج الاستبداد السياسي.

ونظرة دقيقة إلى الواقع الإسلامي، يجعلنا نعتقد بعمق على أن نهج الاستبداد والاستفراد وتغييب قوى المجتمع هو أحد الأسباب الرئيسة لغيب الحضارة الإسلامية.

لذلك فإن الأولوية الحقيقية لعودة إمكانية بناء الحضارة الإسلامية، هي سيادة قيمة الحرية، ومنع تغول السلطات، حتى تتمكن الأمة الإسلامية من بناء القدرة التي تفضي إلى بناء الحضارة الإسلامية من جديد.

2ـ تغييب قوى المجتمع الإسلامي من الشهود الحضاري والمشاركة في البناء والعمران. فالحضارة لا تبنيها السلطة السياسية وحدها وإنما جميع تعبيرات الأمة وقواها الحية. والسلطة معنية بحماية الحرية والمشاركة في الشأن العام، حتى يتسنى للأمة بأسرها بناء التقدم والحضارة الإسلامية.

3ـ غياب مستويات التعاون والتضامن بين المجتمعات الإسلامية. لأنه لا حضارة إسلامية بدون تعاون كل القوى والتعبيرات لبناءها وتشييدها. وحينما يتراجع مستوى التعاون والتضامن ينعكس سلبا على القدرة على البناء والعمران.

وعليه یرى محمد المحفوظ انه لا حضارة إسلامية جديدة بدون الحرية والعدالة والتعاون بين جميع تعبيرات الإسلام وقواه الحية.

ویعتقد الدكتور المحفوظ أن الأمة الإسلامية اليوم بحاجة إلى إرادة سياسية وثقافية مستديمة حتى يتسنى للمسلمين جميعا من بناء الحضارة الإسلامية من جديد، وإنهاء كل الكوابح المانعة للبناء الحضاري.
 
اما لماذا نحتاج الى تأسيس الحضارة الاسلامية الحديثة اجاب المفكر الاسلامي ان حاجة الامة الاسلامية في العصر الحاضر الى بناء حضارة اسلامية متجددة ، لحاجتنا المستمرة في البناء الروحي والمادي.

و اشار الى انه لا يمكن أن نستمر في عملية البناء الروحي دون المادي. لذلك فإن الحضارة الإسلامية المعاصرة، هي نتاج جهد المسلمين جميعا في التنمية الروحية والمادية وصولا إلى بناء حضارة إسلامية تعتمد على الإنسان المؤمن والأمة المؤمنة.

لذلك فإن الاستمرار في بناء الإنسان المؤمن والأمة المؤمنة هو طريقنا إلى بناء حضارة إسلامية جديدة.

وعن طاقات وامكانات العالم الاسلامي لبناء هذه الحضارة قال المحفوظ :"على مستوى المواد الخام، فإننا نتمكن من القول أن كل المواد التي تحتاجها أية أمة لبناء حضارة متوفرة في فضاء المسلمين المعاصرة. والمطلوب وجود الإرادة السياسية القادرة على إحياء ومزج كل المواد الخامة المتوفرة لدى المسلمين".

واما العقبة الاساسس في طريق بناء هذه الحضارة حسب ما يراه الكاتب السعودي محمد المحفوظ ان النقص الحقيقي الذي يمنع بناء حضارة إسلامية حديثة، هو غياب الإرادة السياسية القادرة على تحريك كل قوى الأمة للوصول إلى بناء حضارة جديدة.

وتابع قائلاً " نعتقد أن الاهتمام بالحقل السياسي على كل المستويات هو الذي يمنحنا القدرة على بناء حضارة اسلامیة حديثة".

وحول دور المراكز الاكاديمية والعلماء والمفكرين الاسلاميين لتحريك هذا المشروع يرى المفكر السعودي ان كل المراكز الاكاديمية ومعاهد التفكير الاستراتيجي لها موقعية أسياسية في بناء الحضارة.

لذلك فإن المطلوب تحريض وتشويق كل قوى الأمة للمساهمة في التشييد والبناء. لهذا فإن كل المراكز تتحمل مسؤولية أسياسية في بناء التقدم في الواقع الإسلامي المعاصر.

ومدى تفاعل الحضارة الاسلامية مع الحضارة الغربية يرى الدكتور محمد المحفوظ ان الحضارة الإسلامية لا تبنى اليوم على إنقاض الحضارة الغربية، وإنما تبنى بالتفاعل الحضاري مع منجزات ومكاسب الحضارة الغربية الحديثة.

ویؤكد انه من الضروري بناء رؤية وعلاقة سوية مع الحضارة الحديثة حتى يتمكن المسلمون من تذليل كل العقبات والاستمرار في بناء نموذجنا الحضاري ، لافتا ان المطلوب هو إصلاح ثغرات الواقع الإسلامي المعاصر ، وتشويقهم على البناء والعمران.

ویرى المفكر والكاتب السعودي أن سد ثغرات الواقع الإسلامي، سيوفر لنا إمكانية فعلية لامتلاك كل المؤهلات التي نحتاجها في بناء الواقع الإسلامي من جديد.

اجرى الحوار : محمد ابراهيم رياضي