وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
الصحوة الإسلامية والتمهيد للوحدة الإسلامية
۱۳۹۷/۰۹/۲۴ ۱۲:۴۲ 1470

الصحوة الإسلامية والتمهيد للوحدة الإسلامية

 

 

الصحوة الإسلامية والتمهيد للوحدة الإسلامية

 

 

الشيخ جواد الخالصي

 

لاشك ان الحديث عن الصحوة الإسلامية المعاصرة، يُشكل العمود الفقري لبحث ظروف الحركة المعاصرة لامتنا في نصف القرن الماضي وبدايات القرن الحالي، واذا كانت هذه الحركة قد عبر عنها بلفظ (الصحوة). فان ذلك يشير الى ان اهم ما يشكل حركة الامة في نهضتها المعاصرة، هو تمسكها باحكام رسالتها والمثل العليا التي جاء بها دين الحق، لتكون النهضة انسانية شاملة، روحية ومادية خاضعة لاحكامها، محافظة على قيمة الانسان الكاملة، ومؤكدة على المساواة العامة بين كل ابناء الانسانية، فلا جياع ولا متخمين ولا شمال ولا جنوب، ولا حدود ولا فواصل، ولا شركات اقتصادية متعددة الجنسية، تحتكر ثروات العالم لصالح طبقات محدودة معروفة التوجهات والارتباطات، فهذه الصحوة تشكل حركة الامة المعاصرة لبناء مشروعها الحضاري، استناداً الى رسالتها الانسانية الخالدة، ولكن هذه الصحوة واستناداً الى رسالتها لا يمكن ان ترفع شعاراً مشتتاً او مفرقاً لها، فهي حركة موحدة واساسها الوحدة الإسلامية واهدافها واضحة ومركزة في الاهداف الموحدة للانسانية – ويمكن ان نركز الدوافع والاهداف التي تتبناها الصحوة وعلاقة ذلك بموضوع الوحدة الإسلامية :-

1-   الصحوة الإسلامية رسالة موحدة : لا يمكن لصحوة الامة الموحدة وحين ترفع شعار الإسلام كما هو في اسمها المعلن، الا ان تؤكد بذلك على البديهية التي لا تحتاج الى تأكيد نظري بقدر احتياجها الى تأكيد عملي في الممارسة الدائمة، والثابتة وهذه البديهية القطعية ان رسالة الصحوة وفكرها و ثقافتها هي رسالة واحدة، دين ندين لله به، ووحي نزل من عند رب العالمين، فأنها لا يمكن ان تتلكأ في الانتماء او تتجزأ في النظر والعطاء، فلا بد ان تشمل كل مرافق الحركة الانسانية في ظل الصحوة الإسلامية المعاصرة، ويجب ان تتجاوز الحدود السياسية المصطنعة بين دول المسلمين واقاليم الامة، كما تتجاوز الحواجز الطبيعية الجغرافية او الاجتماعية، او القومية، وحتى المذهبية، لا بالغاء المذاهب والآراء او الاجتهادات وانما عتبارها فروعاً علمية ضمن دين واحد هو الإسلام، وان الرسول صلى الله عليه وآله قد جاء بالنور والهدى لينقذ البشرية من ظلمات الجهالة الى نور العلم والايمان، فهذه الرسالة الموحدة للصحوة الإسلامية القائمة يجعلها صحوة مباركة شاملة، وهي حركة موحدة تتناسب مع الرسالة الموحدة التي تستند اليها وتتحرك على هديها.

2-   الصحوة الإسلامية اهداف موخدة : كما ان رسالة الصحوة هي رسالة الإسلام الموحدة البعيدة عن الانقسامات الطائفية والعرقية والانشداد الى المصالح الدنيوية الضيقة والمطالب الهابطة والحاجات الآنية، كذلك فان هنالك اهدافاً ثابتة تتناسب مع الرسالة التي تحرك الصحوة وتوجهها، وهي تتعلق بانقاذ الانسان والانسانية في مسيرة الحياة الاولى، وتعمل على نجاتها في اليوم الآخر، حيث لقاء الله والحساب والمصير الابدي للنسان. فالاهداف الموحدة تتجسد في تحكيم شرع الله، من اجل الوصول الى مرحلة العدالة الكاملة، التي تبحث عنها اجيال الانسانية وتتوق اليها نفوس البشر، ويتجلى هذا في صورته الكاملة، باقامة دولة الإسلام الواحدة في مشارق الارض ومغاربها، وهذا ما تؤكده مسارات التاريخ الايماني، وما الحديث الثابت عن لقاء المسيح مع المهدي الا اشارة قاطعة على هذه المحصلة وهي الاصلاح الشامل بتحكيم شريعة الله، ولكن الطريق لتحقيق ذلك لن يكون الا بواسطة الحركة الايمانية الجماهيرية، بصحوتها المعاصرة، وان كل ارض مسلمة تتحرر في اجواء الصحوة تمثل خطوة جديدة تمهد لذلك العهد الانساني الجديد وسيراً نحو تحقيق ذلك الهدف الكبير.

3-   الصحوة الإسلامية امة واحدة : من اهم ما تتميز به الصحوة المعاصرة انها تنطلق من خلال الاحساس بالامة الواحدة، فليس هنالك تقسيم عرقي، او اقليمي قطري، او طائفي مذهبي، يمكن ان يغلب هذا الاحساس المتصاعد بالانتماء الى امة الرسالة، ورسالة الامة، وان هذا الاحساس العقائدي والواقعي، لا ينفي وجود اقاليم و ولايات و طوائف ومذاهب، بل هو يعترف بها وينظر الى العقد التاريخية التي تولدت منها، والتي حاول البعض ترويجها هذا الزمان ولغايات غير شريفة ولصالح مخططات الاعداء واهدافهم اللئيمة على انها تحديات يجب حلها على اساس هذه الصحوة، فصورة الامة الواحدة في صحوتها الجديدة تستوعب كل هذه الاختلافات وتعالج كل هذه التراكمات والتناقضات، وانها عودة الى العقيدة الانسانية الخالدة، ونهضة الى الامام لاستيعاب الانسان وآماله ورغباته، ضمن منظور مشترك يتعلق بمصير الانسان وكرامته في الدنيا ومآله الاخير بعد الرحيل عنها. فالامة الواحدة هي المنطلق الجامع للصحوة الجديدة العقائدية والثقافية والحضارية بتمييزها بصورة الاجتماع الانساني على رفض الخضوع للظلم والعدوان، ولعبادة المخلوقين دون الاله الواحد الاحد الذي اوجد الكون وجعل الانسان اكرم مخلوقاته وميزه بالعقل والوعي ولكي يعرف خالقه وموجده واخاه الانسان والوجود الذي خلق لهما.

4-   الصحوة الإسلامية آفاق انسانية : من منطلق الوعي بالرسالة الوحدة والامة الواحدة، تذهب الصحوة الى آفاقها الانسانية، فالامة الواحدة، تهتم بالانتماء الانساني لها، فكل انسان اخ لنا في الدين، او نظير لنا في الخلق، فانسان الايمان في الصحوة المعاصرة حريص على الانسان اينما كان، وحريص على هدايته وتوعيته وانقاذه من الجهالة والضلالة، ويعمل على اخراجه من ظلمات الكفر والعصيان، الى نور الهداية والايمان. وان رسالة الصحوة الإسلامية تهتم بالامة وحركتها والتزامها برسالتها، ولكنها في الوقت نفسه، تتجه نحو المجتمع البشري كله لتبلغه رسالة الحق والايمان، لكي نتمكن من مساعدة اخينا الانسان على الخلاص من قيود الحياة المادية، وتيه المجتمعات البعيدة عن الاخلاق وروح الاسرة الواحدة، والمجتمع المتآخي والمتواصل، والذي يحس الانسان منه بدفء العلاقة والمودة مع اخيه الانسان ومع اسرته وجاره ومجتمعه والانسانية كلها، لكي يسير البشر نحو هدف واحد، هو العيش بسلام والعدالة في توزيع الثروات وعدم التفرقة بين الاغنياء والفقراء، وبين عالم متخم وآخر فقير ومجوع، انها الآفاق الموحدة التي تؤسس لها الصحوة الإسلامية، وتنطلق منها وتستند اليها لبناء عالم جديد وهو عالم ممكن بناؤه، فيجب ان نعمل جميعاً من اجل تحقيقه.

لذلك فان من الضروري ان ينتبه ابناء الامة الإسلامية الى مخططات مواجهة الصحوة واجهاضها، او احتوائها وحرفها عن مسارها، فمنذ انطلاق الثورة الإسلامية في ايران، تصاعدت الحرب ضد الصحوة ورجالها وانجازها الكبير، وهي امتداد للحرب التي كانت قائمة بين امة الإسلام ورسالة الحق، وبين قوى الضلال والجاهلية والاستكبار في العالم، ولكن انهيار الدول الإسلامية بعيد الحرب العالمية الاولى جعل قوى الاعداء، في حالة من الارتخاء والانتشاء بسبب ما حسبوه نصراً كبيراً تحقق لهم، وادى الى سيطرتهم على بلاد الإسلام وتمزيق وحدتهم، ثم ادى في مرحلة تالية الى تمزيق الدولة القومية وتحويلها الى دول قطرية، ويراد اليوم تحويلها الى اقاليم صغيرة زيادة في اضعاف الامة وانهاكها في صراعاتها الداخلية، ولما قامت الصحوة من جديد بثبات رجال الامة المخلصين وعلى رأسهم علماء الصحوة ، ورغم ان الاعداء حاولوا محاصرة هؤلاء الرجال واغواؤهم بالعطايا الزائفة، او اخافتهم بالسجون والمنافي، الا ان مسيرتهم لم تنقطع فكانوا مراجع جهاد وعمل ونفي غربة وسجون ومقاومة، مع التضحية بالمقامات العلمية الظاهرة التي يسعى اليها البعض، حيث وجدوها مقيدة لحركتهم، بعيدة لهم عن غاياتهم الكبرى في ايقاظ الامة وجمع كلمتها وصولاً الى رضوان الله تعالى.

في هذا الصراع لم يتصور اعداء الإسلام ان الصحوة يمكن ان تقدم انجازات خطيرة ومهمة، سوى مواجهة الشيوعية واسقاطها، وهذا ما كانوا يرغبون في تحقيقه بصورة واخرى، على ان يبقى جهاد ونشاط العلماء المخلصين محصوراً في هذه القضية ولا يتعدى الى دورهم التاريخي الاول وهو مقاومة الاستعمار الغربي، ولا يسعى الى عملية الايقاظ الفكري والثقافي والعودة الى جذور دين الله العظيم، وما دروا ان محاربة الشيوعية هي حالة طارئة، لان الاصل هو مواجهة الاستعمار الغربي الاخطر والاقسى وعلى اساس العودة الى حقائق الدين و لما وجدوا ان البعض يدعي محاربة التسلط الاستكباري الغربي ولكن باعطاء بديل بعيد عن الدين، وهو النظرية الشيوعية، فان قادة الجهاد من علماء ومراجع الدين ارادوا ان يسقط البديل المزيف لكي تبقى الامة على دربها العقائدي الإسلامي في اثبات الذات ونصرة الامة وجمع الكلمة وقيام الحضارة الانسانية الحقيقية تحت راية الإسلام، لذلك فوجئ كل هؤلاء باستمرار مسيرة الصحوة وتحقيق اكبر انجازاتها باسقاط النظام الشاهنشاهي الجاهلي الحاكم في ايران.

فبعد تحقيق هذا النصر الذي احال اهم قاعدة للاستكبار العالمي في منطقتنا الى محور تحرري يؤيد القضايا الإسلامية ويتبناها، وكل هذا تم تحت راية الإسلام، حتى ان امين عام الحزب الشيوعي السوفياتي آنذاك (قبل تفكك الاتحاد)، اشار في تقريره الرسمي لحزبه الحاكم الى حقيقة عظيمة وهي ان الدين ليس افيوناً للشعوب بل يمكن ان يكون محور استقطاب للجماهير من اجل الدفاع عن مصالحها وهذا ما وجدناه واضحاً في آخر الحركات الثورية ويقصد بها الثورة الإسلامية في ايران، وقد وضحنا مراراً كما وضح اساتذتنا ومشايخنا بان الدين الذي هو افيون للشعوب، هو الدين المحرف والمشوه، وهو ليس الدين الالهي الذي جاء به الانبياء الذي هو رسالة تغيير وحركة ثورة وافكار انقلابية، ومنذ ذلك التغيير سقطت المعادلات المستوردة وظهرت حقيقة الايمان الجماهيري الثوري الذي بدأت امتنا تسير نحوه وتتلمس خطاه، وبدأت القضايا المركزية للامة تتصاعد وبدأت حركات المقاومة في بلادنا تعود الى جذورها الاولى، التي تمتد في اعماق هذه الارض، انها مقاومة الشعوب المؤمنة المسلمة المجاهدة التي تعمل لتحرير بلادها وانعتاق شعوبها ضمن معادلة الخلاص من عبادة الانسان لاخيه الانسان وللاوثان وللمادة، والعودة الى القيم الانسانية العليا من خلال الايمان الصحيح وعبادة الاله الواحد الاحد.

      ومن اجل هذا التغيير الكبير والنصر المميز الذي حفظته الصحوة الإسلامية وبرسالة غير طائفية ولا عرقية ولا نظرية اقليمية بل برسالة الإسلام الجامعة للامة كلها وضد الحكم الشاهنشاهي الذي كان يتبنى العرقية والطائفية والاقليمية (فهو حكم يدعي الجمع بين الفارسية والشيعية والايرانية)، وكان يتخذ هذا وسيلة للسيطرة والاستعلاء في الارض وعلى كل ابناء منطقتنا ودولها، وذلك تحت الحماية الامريكية والتحالف مع الغرب وادواته، وبسبب هذا النقاء الإسلامي الثوري تصاعدت الحملة العالمية ضد الثورة والصحوة بشكل عام، وضعت مخططات واسعة وطرق محكمة لمجابهة هذا التغيير الهائل في ميزان القوى والذي جرى لمصلحة امتنا وحركتها الناهضة، وقد عقدت ندوات متكاثرة لدراسة هذه الحالة، في مراكز دراسات معروف وجامعات مشهورة معادية للامة ورسالتها، وخاصة الندوة الرئيسية التي عقدت في جامعة تل ابيب، حيث جرى التركيز على مواجهة الصحوة بمخطط تفتيتي عرقي – طائفي قطري يمكن ان يتطور الى صراع داخلي فئوي وحزبي يؤدي الى تشرذم الامة والهائها من الداخل بصراعاتها المتعددة الجوانب، فكانت حرب الخليج الاولى وانتقلت الى الثانية في مشهد مأساوي تدميري فظيع وكان مشروع الفتنة الطائفية القومية، وقد ادى هذا الى محاصرة الثورة والصحوة العالمية واشغالها بجراحاتها بعد ان استدرج البعض الى متاهات الطائفية والعرقية، وقد ظن المخططون ان الشعوب قد ماتت خصوصاً بعد اتفاقيات كامب ديفد واستمرار ما يسمى بمسيرة السلام والتسوية، ولكن الشعوب الإسلامية ظلت تواصل جهادها وتسجل انتصاراتها في ظل رسالة الإسلام التي هي رسالة الصحوة العارمة لهذه الامة. فكان ظهور المقاومة في لبنان وفلسطين بخطها الإسلامي الناصع وهزيمة الاحتلال وفشل مشروع التسوية، وانسداد الابواب امام دهاقنة السياسة العالمية لفرض الذلة والخنوع تحت عنوان السلام، وكانت الانتصارات في لبنان وفلسطين مما دفع الاستكبار الامريكي الى ايجاد وسائل اخرى للتغطية على هزائمه المتعاقبة، فانقلب على النظام في العراق بعد ازمة الكويت وظل يحاصر الشعب العراقي من اجل ان يرفع راية الاستسلام، ولكن الشعب العراقي اكد مرة اخرى التزامه برسالته و الانسياق الطبيعي مع الصحوة المعاصرة لهذه الامة، خصوصاً وان العراق كان السباق الى تسجيل اولى بوادر الثورة والمقاومة ضد الاحتلال البريطاني اواسط العقد الثاني من القرن العشرين، ومن العراق بدأت بوادر البطولة والمواجهة مع المخطط البريطاني والاستعماري، وبدأت الحركة الفكرية والسياسية لهذه المواجهة التي انتقلت من العراق الى ايران وبلاد الشام وباقي مناطق العالم الإسلامي، لذلك كانت مقاومة الشعب للافكار الوافدة في الاربعينات والخمسينات والى الستينات والسبعينات، وظن المخططون ان الشعب العراقي قد خضع لمخطط الاذلال والتجويع واصبح لا يقدر على اي فعل في مواجهة الاحتلال لو اتى، هنا قررت عصابات المحافظين الجدد ان تقوم بعمل عسكري مباشر لاحتلال العراق، والانطلاق منه لاحتلال باقي بلدان المنطقة من اجل السيطرة على العالم اقتصادياً ونفسياً، ولم يخطر ببالهم ان انهيار النظام الاستبدادي الذي صنعوه بانفسهم سيرفع كابوس الظلم مما سيتيح لهم فرصة الانطلاق على طريقة الجهاد والايمان، فكان الاحتلال، لتتبعه المقاومة بشكل سريع ولتطيح به و باهدافه مما ادى الى سقوط الادارة السابقة، و مجيء الادارة الحالية تحت عنوان الانسحاب من العراق وادانة الحرب، وكان الانسحاب الهزيمة الكبرى بعد انهيار ثلث الجيش الامريكي على يد المجاهدين من ابناء العراق، بين قتيل وجريح ومنهار و منتحر، مع سقوط مئات الالوف من الضحايا من شعبنا المجاهد والصابر.

      وكما اشرنا حول الوضع العراقي، كانت الفكرة الاستكبارية تتحدث عن استسلام الشعوب، ولكنهم فوجئوا بالنهضة العارمة لها لتاييد المقاومة والجهاد، وكانت الحركة مستمرة خلال كل المراحل التاريخية ولم تتوقف في لحظة ما، ولكن انطلق بشكل كبير في تونس ولتعقبها مصر فسقط اكبر نظامين عميلين للعالم الغربي حيث كانا يعتبران حراس المشروع الامريكي الصهيوني وبوابات فساد كبير لعمل المخططين الساعين للسيطرة على المنطقة ولم تتمكن القوى الاستكبارية من متابعة الحركة الجماهيرية المتسلحة بسلاح الصحوة، فحاولت استيعابها واحتوائها لمنعها من الوصول الى غاياتها، ثم حاولت ان تتدخل بها في اماكن اخرى فقامت بافسادها وتقييدها بقيود الطائفية او العشائرية او الفئوية، من اجل ان لا تبقى حرة من المنطلق ومن الاهداف نحو تحقيق اهداف الامة الإسلامية.

      لذلك يجب على كل قوى الامة ان تنتبه الى هذه المداخلات الخطيرة – ومحاولة توريط الإسلاميين بمشاريع فاشلة او مشبوهة حيث يتجلى ذلك في الضغط الذي تمارسه السياسة الغربية ليترك الإسلاميون قناعاتهم الايمانية حول تشكيل الدولة الإسلامية، لصالح ما يسمى بمشروع الدولة العلمانية او المدنية المنفلتة. لقد كانت صرخة الصحوة لا شرقية ولا غربية دولة إسلامية، فحولوها بالاختراق والحصار والترغيب والترهيب الى دولة علمانية لا دينية، او مدنية يقال انها بمرجعية إسلامية في بعض الاحيان للتغطية على اهدافهم اللئيمة وليجبروهم لاحقاً على القبول بالاتفاقيات الدولية من اجل الاعتراف ببقاء الكيان الصهيوني الغاصب في ارض فلسطين.

      فمن اجل صيانة صحوتنا الايمانية المباركة، ورسالتنا الإسلامية الخالدة، وصون كرامة ومصالح شعوبنا، يجب ان ترفض كل هذه الدعوات المشبوهة، وان نسقط هذه المؤامرات المكشوفة لكي نبقى على الخط ابناء امة واحدة، ورسالة الإسلام الواحدة وحركة إسلامية موحدة او متناغمة وهذا يؤكد اهمية مشروع الوحدة الحقيقية المصيري لتحقيق الاهداف الكبرى للامة، بعيداً عن السيطرة الاستكبارية ومخططات الانحراف والتبعية.

والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.

ارسال نظر