وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اختلف النحويون في الحركات الثلاث : الضمة والكسرة والفتحة هل هي مأخوذة من حروف المد واللين الثلاثة : الألف والواو والياء أو حروف المد واللين مأخوذة من الحركات ؟ .
فقال أكثر النحاة إن الحركات الثلاث مأخوذة من الحروف الثلاثة الضمة من الواو والكسرة من الياء والفتحة من الألف واستدلوا على ذلك بما قدمناه من قول من قال إن الحروف قبل الحركات والثاني أبدا مأخوذ من الأول والأول أصل له ولا يجوز أخذ الأول من الثاني لأنه يصير مأخوذا من المعدوم واستدلوا أيضا أن العرب لما لم تعرب أشياء من الكلام بالحركات التي هي أصل الإعراب أعربته بالحروف التي أخذت الحركات منها وذلك نحو التثنية والجمع السالم ونحو الأسماء الستة قالوا ألا ترى أنهم لما لم يعربوا هذا بالحركات أعربوه بالحروف التي أخذت الحركات منها .
وقال آخرون : حروف الممد واللين مأخوذة من الحركات واستدلوا على ذلك بأن الحركات إذا أشبعت حدثت منها هذه الحروف الثلاثة واستدلوا أيضا أن العرب قد استغنت في بعض كلامها عن الواو بالضمة وعن الياء بالكسرة وعن الألف بالفتحة فيكتفون بالأصل عن الفرع لدلالة الأصل على فرعه كقول الشاعر : .
( فلولا أن الأطبا كان حولي ... وكان مع الأطباء الأساة ) .
فحذفت الواو من ( كانوا ) وأبقيت الضمة تدل عليها وقال الآخر : .
( دار لسلمى إذه من هواكا ) .
فحذفت الياء من ( هي ) بعد أن سكنت لدلالة الكسرة عليها وقال الآخر : .
( فبيناه يشري رحله قائل ... لمن جمل رخو الملاط نجيب ) .
يريد فبينما هو فأسكن الواو ثم حذفها لدلالة الضمة عليها ويقولون : أن في الدار فيحذفون الألف من ( أنا ) لدلالة الفتحة عليها وقرأ هشام بن عروة { ونادى نوح ابنه وكان } بفتح الهاء يريد ابنها فحذفت الألف لدلالة الفتحة عليها ووجه هذه القراءة أنه كان ابن زوجته ربيبه ولم يكن ابنه لصلبه .
وقال بعض أهل النظر : ليست الحروف مأخوذة من الحركات ولا الحركات مأخوذة من الحروف إذ لم يسبق أحد الصنفين الآخر على ما قدمناه من قول من قال الحروف والحركات لم يسبق أحدهما الآخر وحجته وهو قول ظاهر