وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهي تكون للمعادلة وهي في المعادلة على وجهين : أحدهما أن تكون معادلة لهمزة الاستفهام والثاني أن تكون معادلة لهمزة التسوية ومعنى المعادلة أن أحد الاسمين المسؤول عنهما جعل معه الهمزة ومع الآخر أم وكذلك إذا كان السؤال عن الفعل مثال الأول مع الاسم قولك : أشرب زيد أم عمرو ؟ ومعناه أيهما شرب ؟ ومع الفعل قولك : أصرفت زيدا أم حبسته ؟ جعلت الهمزة مع أحدهما و ( أم ) مع الآخر ومثال الثاني مع التسوية وهو أن تكون ( أم ) مساوية لهمزة الاستفهام نحو : سواء علي أزيد في الدار أم عمرو ؟ .
واعلم أن التسوية لفظها لفظ الاستفهام وهي خبر كما جاء الاختصاص بلفظ لانداء وليس بنداء ومعنى التسوية أنك تخبر باستواء الأمرين عندك كأنك تقول سواء علي أيهما قام واستوى عندي عدم العلم بأيهما في الدار قال الله تعالى : { سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم } { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا } .
واعلم أنها تكون في قسمي المعادلة عاطفة وقد تكون منقطعة بمعنى بل وإنما سميت منقطعة لانقطاع ما بعدها مما قبلها لأنه قائم بنفسه سواء كان قبلها استفهاما أو خبرا وليست في هذا الوجه بمعنى [ الوجه الأول لأنها في الوجه الأول بمعنى ( أي ) وهي في هذا المعنى بمعنى ] بل قال الأخطل : .
( كذبتك عينك أم رأيت بواسط ... غلس الظلام من الرباب خيالا ) .
قال أبو عبيدة : لم يستفهم إنما أوجب أنه رأى .
[ وفي كونها عاطفة أم غير عاطفة خلاف فالمغاربة يقولون ليست عاطفة لا في جملة ولا في غيرها وقال ابن مالك : قد تعطف المفرد كقول العرب : إنها لإبل أم شاء قال فأم هنا مجرد الأضراب عاطفة ما بعدها على ما قبلها ] .
فإذا كانت منقطعة جاز الوقف قبلها والابتداء بها وقوله تعالى : { قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون } يجوز الابتداء بأم إذا جعلت منقطعة ولا يجوز إذا جعلت للمعادلة تعليل الوجهين ذكرته في التوجيهات فاطلبه تره .
وقوله : { أم تريدون أن تسألوا رسولكم } قال السخاوي : الظاهر أنه منقطع ويجوز الابتداء به قلت : قول السخاوي جيد لكن قول أبو محمد مكي : هذا بعيد لأن النمقطع لا يكون في أكثر كلام العرب إلا على حدوث شك دخل على المتكلم قال : وذلك لا يليق بالقرآن قلت : والذي قاله لا يقدح في كلام السخاوي لأن أم المنقطعة ترك الكلام لكلام آخر وهي بمعنى بل ولا يلزم أن يكون بعد شك ولا بد .
وقوله : { وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول } يجوز الابتداء ( بأم ) الأولى لأنها المنقطعة و ( سموهم ) وقف كاف وقيل تام والوقف على ( الأرض ) حسن ولا يبتدأ بما بعده لتعلقه بما قبله لفظا ومعنى .
وقوله : { أفأنت تكون عليه وكيلا } قيل : وقف كاف و ( أم ) بعده منقطعة يجوز الابتداء بها .
وقوله : { تجري من تحتي أفلا تبصرون } قيل : المعنى أفلا تبصرون أم أنتم بصراء وإلى ذلك ذهب الخليل و سيبويه [ لأن الاستفهام عندهما فيها تقرير والتقرير خبر موجب فامتنع عندهما جعلها متصلة لأن أم المتصلة لا تكون مقررة ] فعلى هذا يوقف على أم ويبتدأ ( أنا خير ) زقال أبو زيد : أم زائدة فعلى هذا يوقف ( تبصرون ) وقيل هي أم المنقطعة والتقدير بل أنا خير فعلى هذا يبتدأ بأم على معنى بل .
قال الهروي : في قوله تعالى : { تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين * أم يقولون } إن أم بمنزلة همزة الاستفهام [ والتقدير أيقولون افتراه ] فعلى هذا يبتدأ بأم وكذا قال في قوله تعالى : { أم تريدون أن تسألوا رسولكم } وكذا { أم تحسب أن أكثرهم يسمعون } { أم له البنات } { أم لهم نصيب من الملك } { أم تقولون إن إبراهيم } { أم يقولون شاعر } { أم اتخذ مما يخلق بنات } { أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات } قال : معنى أم في ذلك كله همزة الإستفهام لأنها لم يتقدمها استفهام .
و الهروي - C تعالى - كان في علم العربية متسعا وعلى غرائبها مطلعا وما قاله ظاهر لأنهم قالوا في قوله تعالى : { أم زاغت عنهم الأبصار } إنها بهذا المعنى أي أزاغت عنهم الأبصار ؟ .
وأجاز أن تكون هي المعادلة لهمزة الاستفهام في قوله : { أتخذناهم سخريا } على قراءة القاطع وأجازوا أن تكون مردودة على قوله تعالى : { ما لنا لا نرى } على قراءة الواصل وذعب البصريون إلى أن أم في كل هذه المواضع هي المنقطعة لأنهم يقولون في أم المنقطعة إن فيها معنى بل والهمزة تقول بل اتقولون افتراه ونحو ذلك