الاوضاع السياسية والاجتماعية في البلدان الاسلامية في العصر الحاضر

الاوضاع السياسية والاجتماعية في البلدان الاسلامية في العصر الحاضر

 

الاوضاع السياسية والاجتماعية

 في البلدان الاسلامية في العصر الحاضر

 

الشيخ مرسل نصر

 

  

بسم ا لله ا لر حمن ا لر حيم

        أيّها الاخوة المؤتمرون ..

      نعلم و تعلمون ان البعثة النبوية التي منّ بها الله سبحانه وتعالى على العالم أجمع رغم السنوات القصيرة - التي تميزت بالعطاء و الجهاد من الرسول الاعظم (ص) وأصحابه الميامين الطاهرين، فقد شكلت هذه البعثة انعطافاً رهيباً و تحولاً كبيراً في حياة البشرية بعد هبوط الخط البياني للاديان السابقة وتراخى تأثيرها على الاتباع. وكانت الجاهلية سيدة الموقف في البدو والحضر  .

      ومصادر القرار كانت تنحصر في ثلاث مراكز معلومة أركانها الاساسية اليهود بما يمتلكونه من طرح عقائدي وفكري يستند الى ثروات طائلة كبيرة و  الصليبيون بما يشكلون من قوة مادية ضخمة تمتد مفاصلها و مراكزها المؤثرة إلى أبعد الحدود، وأصحاب الثروة والجاه المتنفذين و المتحكمين في مصائر الناس. وبالتالي فان الضوابط الاخلاقية و المبادئ العرفية والروحية والاجتماعية كانت تتحكم بها تلك المراكز وفق أهواء قادتها و مزاجيتهم.

 

ـ-----(4)-----

      وخير تعبير في وصف ما كان يتخبط به المجتمع آنذاك ما ذكره جعفر بن أبي طالب للنجاشي في قوله:

      «أيها الملك كنا أهل جاهلية نعبد الاصنام، و نأكل الميتة ونأتي الفواحش، و نقطع الارحام، و نسيء الجوار، و يأكل القوي منا الضعيف.

      وفي ظل هذه الاجواء بعث النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلّم وما زالت مراكز القوى تلك تتضخم و تتعاظم على حساب ضياع البشرية و موت مبادئها الروحية والاخلاقية.

      فواجه صلى الله عليه و آله و سلم هذه القوى التي شكلت أعنف مواجهة شرسة وقتال غير متكافيء من حيث العدة و العدد وكان للقلة المؤمنة الانتصار المشرف على الكثرة الباغية، و تنامى الاسلام و أصبح قوة مرهوبة الجانب بقيادة الرسول الاعظم ومساعدة المؤمنين الطاهرين.

      وبعد موت النبي (ص) انقسم المسلمون بغيابه الى فئتين فئة المهاجرين الذين هاجروا مع النبي من مكة الى المدينة وفئة الانصار الذين رحبوا به وأيّدوه، و ادعى كل من الفريقين الحق في خلافة الرسول و كاد خطر الانقسام يحط بكاهله على صدر المسلمين إلاّ ان عمر بن الخطاب (رض) أقدم بحزم وأخذ بيد أبي بكر الصديق (رض) و بايعه الحاضرون وقد عين أبو بكر عمراً خليفة له.

      وفي أيامه لقب الخليفة بأمير المؤمنين .

      وكثير من المسلمين و منهم أتباع المدرسة التوحيدية التي كانت برئاسة الامام علي عليه السلام وعضوية سلمان الفارسي و عمار بن ياسر و المقداد وغيرهم لم يحركوا ساكناً باتجاه الخلافة لعدة أسباب منها :

      أولاً - لان الامام علي (ع) وهو سيف الاسلام سكت عن المعارضة فاعتبر موافقاً.

 

-----(5)-----

      ثانياً - لان الولاية أو الوصاية في مفهوم اتباع المدرسة التوحيدية والتي لنا شرف الانتساب اليها - هي ولاية دينية وهمها الاول المحافظة على الاسلام وكتابه و دعائمه بعد وفاة النبي (ص).

      ثالثاً - لان الامام علي (ع) يعلم جيداً بأن الشيخين (أبو بكر وعمر) (رض) يقدرانه ويعرفان منزلته السامية وكانا يعودان اليه في حل المعضلات.

      وأما عمر (رض) فقد أوكل الى ستة من كبار الصحابة ومن بينهم الامام علي(ع) لاختيار واحد منهم فحصل تباين بين المجتمعين و فاز عثمان(رض) بالخلافة.

      غير ان الواضح قد تغير في عهد الخليفة عثمان، و أصبحت الولاية السياسية متلازمة مع الولاية الدينية، سيما وان اتساع الفتوحات الاسلامية، و تدفق المال الناتج عنها، وكثرة الداخلين في الاسلام من بين الشعوب المغلوبة، قد أنشأت مشاكل لم يقدر الخليفة عثمان على حلها، فساءت الادارة، و قرب أهله بني أمية الذين استغلوه مما أثار استياء بعض الصحابة في مكة والمدينة.

      واضطربت الولايات بسبب النزاع القبلي و نزح الفلاحون عن أراضيهم و حصل ضيق وعدم استقرار .

      وكان بعض الصحابة قد أثرى ثراءً فاحشاً فجمع المال و سكن القصور و اقتنى الجواري والعبيد، وهذا مخالف لسلوك الشيخين، و كانت سيرتهم، لا تزال حية في الاذهان وقد أثار هذا التهافت على الجاه و ملاذ الدنيا غضب المتدينين، وعلى رأسهم أبو ذر الغفاري (رض) الذي اشتهر في تعنيفه للمتسلطين و الاغنياء.

      وكم كان ينكر على معاوية مخالفته لكتاب الله و سنّة رسوله (ص) فقد قال له عندما بنى الخضراء :

      «يا معاوية، إذا كانت هذه الأموال من مال الله فهي الخيانة، وإن كانت من مالك فهذا

ـ-----(6)-----

الاسراف» .

      وأما الخليفة عثمان فقد حمله كثير من الناس مسؤولية المتاعب و التجاوزات التي حصلت في عهده، و أعنف ما واجهه من الجنود الذين كانوا يقاسون شظف العيش في معسكراتهم بينما العطاءات السخية تدفع من بيت المال الى المقربين، فاندلعت الفتنة وقتل عثمان (رض) و بويع علي (ع) بالخلافة، فقاومه منافساه طلحة و الزبير بالسلاح في موقعة الجمل قرب البصرة ولكنهما هزما ونقل علي مركز الخلافة من المدينة الى الكوفة.

      وحاول علي أن يعزل معاوية الذي كان والياً على الشام من قبل عمر وبعده عثمان فرفض معاوية أن يقرّ لعلي بالخلافة، و تطور الأمر إلى القتال، وكانت معركة صفين تسير لصالح علي لولا لجوء البعض الى رفع المصاحف على رؤوس الحراب و ارتفع النداء : لا  حكم إلاّ لله، وقد ظهرت البلبلة في صفوف معسكر الامام عليّ بين مؤيد لوقف القتال وبين رافض له.

      وعندما قبل علي التحكيم، أثار قراره هذا سخط الرافضين من أتباعه و خرجوا من صفوفه و سموا بالخوارج، وكان مقتل علي على يد أحدهم وهو يصلي في مسجد الكوفة سنة 40 للهجرة، وانتهى العمل السياسي في حدود المنهجية الدينية الاسلامية وبدء عهد معاوية و وارثيه.

      وكانت المجازر الغادرة الرهيبة تنزل في آل البيت و أتباعهم ما ملاء بطون التاريخ من الفواجع و الآلام .

      و رافق ذلك التلاعن المتبادل على المنابر، و اخترعت الأحاديث الكاذبة و نسبت الى سيد المرسلين، حتى كادت تطغى على الأحاديث الصحيحة النسب إليه.

      و تفرقت الامة و كثرة المذاهب، و كثر علماء السوء و المجتهدون المغرضون، وتعصب الاتباع لبعضهم ولم يتمسكوا بكتاب الله و سنّة رسوله(ص)، و حل بهم الويل

-----(7)-----

والثبور و نزلت بهم عظائم الامور، وعادت الجاهلية و العصبية تطغى على تفكير القادة وأفعالهم، و تجاذبوا العامة إليهم، و أطلقوا شعارات التكفير لهذه الفئة والتفسيق لتلك دون خجل من الله ولا وجل ودون مراعاة لحرية كتاب الله و سنّة رسوله، و تغاضوا عن سلوك الشيخين و مسلكية العترة الطاهرة، و تظاهر البعض بالتمسك بما سبق بغية الحصول على مكاسب سياسية، لا ايماناً بأوامره سبحانه و لا انتهاء عن نواهيه. فزرعوا الاحقاد، وأثاروا النعرات، و عبأوا النفوس بحب الانتقام و الثار و التعصب، حتى باتت النفوس مؤهلة للاثارة عند الاشارة دون وعي أو ادراك للمطلوب حتى أصبح كل فريق لا يكلف نفسه مراجعة كتاب الله و سنّة رسوله و أقوال أئمته بما يفيد و ينفع الاسلام و المسلمين، بل استسلم الجميع الى رغبات و نزوات القادة و بات المصلحون عاجزين عن التصدي للغرائز الفالتة من عقالها. و أصبح البعض يكيل للبعض الآخر التهم الباطلة و الافتراءات الظالمة، و  انشغل الجميع عن أعدائهم بقتال اخوانهم والتمثيل باجسادهم، و تداعت عليهم الامم و  صح حدس الرسول (ص) عندما تساءل أمام أصحابه بقوله لهم:

      «كيف بكم إذا تداعت عليكم الأمم كما تتداعى الآكلة على قصعتها» فقال له بعض أصحابه: أمن قلة يومئذ يا رسول الله، فنفى سلام الله عليه وقال ما معناه، انه من حب الدنيا وكراهية الموت.

      أيّها الاخوة :

      كان لابد لنا من هذه العجالة التاريخية للتعرف على سبب بلائنا، و بذور الفتن التي تصيبنا بعد أن نمت عبر الاجيال في نفوسنا و باتت كانها مسلمات لا نستطيع التخلي عنها بل و أكثر من ذلك، و كانه حرام علينا أن نتخلى عنها حتى بتنا نلعق جراحاً خلفتها سيوف اخواننا لا سيوف أعدائنا في حين ينظر إلينا الاعداء بتشف و شماتة، و حلت بنا المصائب وتخلفنا في كافة المستويات و وقعنا في براثن دول الاستعمار والاستكبار والمتآمرين

-----(8)-----

ومثال على ذلك البوسنة والهرسك و افغانستان و الصومال و فلسطين حيث نشاهد نماذج من التمزق و التبعثر الداخلي، و يمكننا اختصار الاسباب التاريخية بما يلي .

      1 ) الفتنة التي حصلت بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان .

      2 ) اغتصاب السلطة السياسية والتنكيل بآل بيت رسوله (ص) .

      3 ) استخدام الدين للمآرب السياسية و العصبية القبلية .

      4 ) تكاثر علماء السوء و اصدار الفتاوى المغرضة ضد بعض الفئات الاسلامية.

      5) تعاون رجال السلطة مع رجال الدين للقضاء على المستضعفين والزامهم بالتبعية لمذهب الحاكم قهراً .

      ولكن الله سبحانه لم يتخل عن هذه الامة فقد زرع فيها بعض بذور الخير التي نمت و ترعرعت في ظل الكوارث و شعرت بالظلم على الاسلام والمسلمين فبدأت أصوات الاصلاح تنطلق من هنا و هناك، فصوت انطلق من القاهرة و تنادى علماء السنّة والشيعة وعملوا على تأسيس جماعة التقريب بين المذاهب الاسلامية، وقد قامت دار التقريب بطبع عدة كتب بمعاونة وزارة الاوقاف المصرية.

      فقد نشر كتاب المختصر النافع في فقه الامامية، و كتاب مجمع البيان في تفسير القرآن، وكتاب وسائل الشيعة للحر العاملي، وعدد من الكتب الاخرى في المسائل الخلافية وطبع كتاب أصل الشيعة و أصولها للشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء، كما ظهر في مصر كتاب «علي و بنوه (ع)» للدكتور طه حسين وكتاب «فاطمة الزهراء و الفاطميون» لعباس محمود العقّاد وغيرها من الكتب التي رطبت الاجواء وأدت الى عدة تطورات على صعيد تغيير النظرة الى علوم الشيعة، وفي عهد الشيخ محمد شلتوت تقرر تدريس فقه المذاهب الاسلامية الشيعية مع السنّية في أقدم جامعة اسلامية وهي الازهر .

      وساهم الشيخ مصطفى عبد الرازق في اختيار بعض الاعضاء من علماء الازهر، لما

-----(9)-----

له من معرفة بعلماء الأزهر و ميولهم، و اختار الشيخ عبد الحميد سليم داخل الجماعة وساهم في وضع بعض النقاط في القانون الاساسي لجماعة التقريب.

      «ولكن الجماعة لم تنج من العقبات التي وضعها المتعصبون الذين شككوا في نوايا جماعة التقريب وصدقهم و ايمانهم. وصحة أهدافهم و ظنوا انه بعد وفاة الشيخ مصطفى عبدالرزاق، ان من كان يحميها قد مات وان الفرصة سانحة للهجوم عليها، لكن الشيخ عبدالمجيد سليم و رفاقه كانوا يتوقعون حملات الطعن و التجريح، وكان لهذه الحملات والهجمات أثر عكسي إذ شحذت الهمم و قوت جماعة التقريب على السير قدما لتحقيق الفكرة السامية التي تجمعوا من أجلها.

      واستطاعت الجماعة أن توصل صوتها و مبادئها الى العلماء و رجال الفكر و توضح الكثير مما كان بين أهل السنّة والشيعة من تصورات خاطئة و واهمة و علم الكثيرون البون الشاسع بين الشيعة على حقيقتها والشيعة كما صورها المغرضون المنافقون، وعلموا أنه «شتان بين الناصبي الذي كان يناصب أهل البيت العداء و بين الذين يرون في حب اهل البيت عبادة ويصلون عليهم في تشهدهم» اللهم صل على محمد وآل محمد، وبارك على محمد و آل محمد ؟

      وفي عهد رئاسة الشيخ محمود شلتوت للازهر صدرت فتوى جواز التعبد على مذهب الشيعة الامامية والتي كان لها صداهاالطيب ووقعها الحسن في أوساط المجتمع الاسلامي . وكانت الفتوى هذه احدى نتائج التقريب و جهودها و أحد أهدافها التي عملت لاجلها والفتوى لم تكن شخصية ولكنها كانت بعد دراسة متسفيضة و تمحيص أدى إلى اظهارها وقد استساغ هذه الفتوى كل الرجال الذين حملوا أمانة التقريب بين المذاهب.

      وقد اتهمت الجماعة بانها مؤسسة أزهرية لها ارتباطات سياسية وقد رد الشيخ محمد تقي القمي بان «التقريب فكرة اصلاحية اسلامية مستقلة قائمة على البحث الصحيح».

 

-----(10)-----

      ولا ننسى بأن موقف الازهر الرسمي من التقريب كان يختلف و يتغير بين الحين والآخر، ولو كانت مواقفه الرسمية دائمة التوافق وعلى وتيرة واحدة لساعد الجماعة على سرعة الوصول الى الغاية الشريفة التي كانت تهدف اليها.

      وعلى أي حال لا ننكر بأن ثمة تباين في بعض الاحيان بين موقف الازهر الرسمي و بين علمائه.

      غير انه يبقى لهذه المؤسسة التاريخية الاسلامية مكانتها الرفيعة في العالم الاسلامي، والتي نتطلع إليها آملين أن تبقى مصدر اشعاع اسلامي تجمع تحت جناحيه كل المذاهب الاسلامية.

      أيها الاخـوة :

      أستمحيكم عذراً لبعض الصراحة فنحن اليوم كمسلمين بغض النظر عن مذاهبنا وكلنا مستهدفون من قبل دول الاستعمار والاستكبار فقد تداعت علينا الامم كتداعي الاكلة الى قصعتها تريد أن تنال منا اسلامنا، و تجعلنا شعوبا و قبائل تتناكر وتتدابر، وتقف حينا مع اتباع هذا المذهب ، واحياناً مع ذاك، و تغذي المذاهب المتقاتلة بالمال والسلاح، و يتدافع الاتباع الى الاقتتال، وقد استيقظت فيهم الجاهلية الجهلاء و العصبية العمياء و تكاد الفتنة في بعض الاماكن تأكل الاخضر و اليابس، وقد بلينا في هذا الزمن الرديء ببعض وعاظ السلاطين و دعاة السوء. لا همّ لهم إلاّ تكفير هذا و تفسيق ذاك والاعداء يحتلون أرضنا و يحاولون القضاء على استقلالنا والتهام ثرواتنا النفطية وغيرها، و جمعية الامم و مثلها مجلس الامن يعامل الدول بمقياسين و يكل لها بمكيالين كل ذلك وفقاً لمصالح الدول الكبرى على حساب الدول الصغرى التي يكثر فيها تجمع المسلمين فان الحرب ركدت بين الشرق والغرب و أصبح الهم منصبّاً على الاسلام والمسلمين لتمزيقه و تزييفه والهدف معروف، لان الوحدة الاسلامية تخيف دول الاستكبار .

 

-----(11)-----

      ونعلم علم اليقين بانه لو قدر للاسلام أن ينهض مما هو فيه لاصبح القوة العظمى دون منازع، لما يتضمنه هذا الدين من مبادئ أخلاقية وانسانية، وتشريع حضاري يغاير تماماً ماهو عليه هذا العالم الضال الذي لا يقف مع الحق، ولا يتخذ قراراً ينصف الضعيف من القوي فهذه اسرائيل قد طردت شعباً آمناً مسلماً من أرضه و اعتدت على جيرانها واقتطعت مساحات من أرضها فلم نسمع شجباً من الدول الفاعلة وعلى رأسها الولايات المتحدة لما أقدمت عليه هذه الدولة العنصرية إلاّ من باب المجاملة الجوفاء التي لا تعيد حقّاً، ولا تحقق سلماً، واغتصبت القدس الشريف، والعالم الاسلامي إلاّ بعضه يغط في سبات عميق، و ينشغل في قتاله الطائفي والمذهبي، و علماء السوء يستجيبون لاسيادهم باصدار فتاوى التفرقة والتكفير، و أقاموا من أنفسهم وكلاء الله على أرضه لمحاسبة الناس و الحكم عليهم يستبقون الآخرة و يوم القيامة، وبقي شغلهم الشاغل يفسرون الآيات وفق ما تهواه أنفسهم ومن لم يكن معهم فهو عليهم، و يأبون سماع رأي الغير فتنازعتنا الاهواء و فرقتنا المطامع، و بتنا في وضع لانحسد عليه، ولولا رحمة الله التي قيضت لنا الثورة الاسلامية في هذا البلد لزالت معالم المسلمين وبعد الاسلام عن تابعيه، فهذه الثورة التي أعادت للمسلمين ثقتهم بالاسلام كعقيدة و شريعة و نظام و اخلاق، فقد أرعبت العالم المتسلط في الشرق والغرب بعد أن أدرك بان الامور قد افلتت من يده وحاول اعاقة التقدم و كثّف مؤامراته على هذا البلد كي يجعله في وضع مرتبك و الوقوع في شباك الحاجة و الاضطراب الاقتصادي و الاجتماعي فخاب ظنهم لان القادة المسلمين في هذا البلد وفي مقدمتهم سماحة الامام الخميني (قده) الذي تحلى بالتوحيد الاسلامي خرج على طاعة الطغاة من سلالة الحاكمين و رفع راية الاسلام دون مذاهب. ونادى بقوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا» فكانت عناية الخالق قد استجابت الى صفاء روحه وحسن نيته وانتصرت الثورة، وكانت بمثابة بركان قد بعث شرارة الايمان الى

-----(12)-----

المسلمين في العالم و تحركت كوامن القلوب، و بدأت تبحث النفوس عن دليلها لتستعين به على امور دينها ودنياها، بعد أن فشلت النظريات المادية، و الديمقراطيات الغربية والدكتاتوريات الشرقية، فكان القرآن خير دليل، قد جمع علم الاولين والاخرين، يصلح لكل زمان و مكان، و حدثت الصحوة الاسلامية وباتت الاخيرة بحاجة الى العلماء والمفكرين لادارتها بطريقة صحيحة تؤدي الى الاتحاد بين المسلمين، و نشر الوعي الديني والتشريعي لتكوين الارضية المناسبة لقبول الشريعة الاسلامية كمصدر من مصادر القانون الذي يحكم الامم الاسلامية وفقاً لمندرجات كتاب الله و سنة رسوله.

      وهنا يأتي دور العلماء والمجتهدين في ارساء قواعد الدين بحسن نية وسلامة طوية وان يجعلوا من أنفسهم جماعة تقريب بين المذاهب الاسلامية، أو أن يكونوا فرعاً من مجمع التقريب، و يراقبوا أنفسهم في أقوالهم و أفعالهم، فلا يطلقون فتوى هنا و فتوى هناك لتكفير البعض و تفسيق البعض الآخر و ليرفعوا أقوال النبي صلى الله عليه وسلم:

      - أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم .

      - ولا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض .

      وقوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا» .

      ولنأخذ من سنّة رسول الله (ص) ما صح و ثبت عنه صلى الله عليه وآله و سلم فلماذا نأخذ بالحديث المجعول عن لسانه .

      ستفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في الهاوية إلاّ واحدة وقد أصبحت كل فرقة تعتبر نفسها هي المعنية والمستثناة من دخول جهنم، فلنأخذ بالحديث الصحيح الذي يقول :

      تفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها ناجية إلاّ واحدة .

      وقد زار فضيلة الشيخ الدكتور عبد الحليم محمود دار طائفة الموحدين في لبنان في

-----(13)-----

حزيران 1972 وعرّف الفرقة غير الناجية بانها فرقة الزنادقة التي لا تعبد الله، ولا تعترف بكتاب الله ولا باليوم الآخر، وقد شرح فضيلته الصدور في تعريفه هذا .

      و نعود الى قوله صلى الله عليه و سلم :

      «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده » .

      وقوله :

      «من شهد أن لا إله إلاّ الله و أن محمداً رسول الله وجبت له الجنّة - وفي موضع آخر - حرمت عليه النار» .

      وقوله أيضاً :

      «إني لم أومر أن أنقب على قلوب الناس ولا أشق بطونهم» .

      فتصورا هذا التسامح الذي أبداه رسول الله (ص) فكيف بنا ونحن جميعاً نشهد أن لا  إله إلاّ الله، وأن محمداً رسول الله، و نقرّ بوجوب الصوم والصلاة والزكاة والحج لمن استطاع إليه سبيلاً ألا يكفي هذا أن يكون جسر اتصال بين جميع القائلين بذلك و العاملين به فلماذا يريد البعض أن يسابق الباري سبحانه بمحاسبة الناس و رميهم بالكفر، ولماذا تكثر في هذه الايام التآليف المغرضة والفتاوى المفتنة في بعض الدول التابعة للاستعمار والاستكبار ؟ أليس هذا يصب في مصلحة الصهيونية العالمية وهي اليد الطولى للمارد الاميركى لضرب الامة العربية والاسلامية  ؟

      لماذا ندفع بالامور الخلافية والفرعية الى مستوى الاصول و الضروريات ونجعل حواجز فاصلة بين المذاهب الاسلامية يصعب تجاوزها أو يكفر من يتجاوزها و نبذر الاحقاد بين اتباع المذاهب المتعددة، أو بين أبناء المذهب الواحد ؟

      فلا يظنن أحد أيها الاخوة: انه من فرقة ناجية لوحدها دون الفرق الاخرى، ولا يظنن أن باستطاعته أن يفرض مذهبه على الآخرين مهما توسع هذا المذهب في التآليف

-----(14)-----

والتكييف، إذ ليس من السهل ان يترك كل منا مذهبه، و يتبع مذهباً آخر إذ ليس من السهل على المسلم أن يترك مذهبه الذي نشأ في ظله و ترعرع على محبته، و اقتنع بمضمونه، ولكن من السهل عليه أين يفتح قلبه لرأي الآخرين و يبادلهم الاحترام و المودة و يتعاون معهم على البر والتقوى، و يعتبر نفسه عضواً في الجسم الاسلامي له ميزته و وظيفته التي تندرج في مصلحة هذا الجسم والمحافظة عليه. وعليه أن يبتعد عن مواطن الطعن والاثارة للمشاعر، و التجريح والتباغض و التقاطع، وعليه الاثبات قبل الحكم، وعلينا جميعاً عدم الغوص في التاريخ الداعي و نبش قبوره لما في ذلك من اثارة المشاعر والهاب الصدور، فالتاريخ حكاية المنتصر، وهو أدب وليس بعلم، فالعاطفة تلعب دورها في تضخيم بعض الامور، و اخفاء بعضها الاخر، و طمس الحقائق ولكل منا الحق في احترام شخصيته التاريخية و التمسك بها ولكن ليس له الحق بأن يتعصّب لها ويقاتل الآخرين لاجلها .

      وكذلك علينا أن لا نقحم ما مضى في حاضرنا و مستقبلنا فقد مضى أمس بما فيه و جاء اليوم بما يقتضيه فنحن اليوم أمام مواجهة الكفر كله، ولا حيلة لنا إلاّ أن نجند الاسلام كله و نعمق الايمان في نفوسنا بلا عصبية أو تعصب، ولا عنصرية تفسد صفاءنا، وتقض مضاجعنا، ففي الاسلام مبادئ تجمعنا، هذه المبادئ التي هي أكبر و أجل من المسائل الخلافية ومشكلة المسلمين هي قلة تعارفهم، وان الاهواء السياسية والعصبية أدخلت على كل فريق تهما و مطاعن كانت سبباً للتباعد والتناكر، والادهى من هذا كله عدم محاولة كل فريق أن يتعرف على آراء الفريق الاخر في مواجهة موضوعية تتم في هدوء و محبة، ومن هنا يقتضينا الواجب أن نمحص ما يعرض علينا من مسائل الخلاف تمحيص الصادقين المخلصين للحق الذين لا يبتغون الفلح ولا يتنازعون الغلب، وأن نعود كما كنا امّة واحدة رائدها كلمة الله، و غايتها اعزاز دينه و نشر شريعته.

      وعلينا أن نعتبر تعدد المذاهب رحمة و نعمة و دليل غنى الاسلام شرط أن نتحرك

-----(15)-----

عبر هذا التعدد باخلاص ومحبة، وإذا ساءت النيات باتت المذاهب محنة على الاسلام و المسلمين.

      وان كان لنا بعض العذر في ماضي الزمان لهذا التناكر و التباعد فلم يعد هذا مقبولاً في ظل العلم والمعرفة وفي حوزة اشراق الثورة الاسلامية في هذا البلد المبارك بقيادة سماحة الامام الخامنئي وقيادة سماحة الرئيس السيد محمد خاتمي وجميع المسؤولين السائرين على نهج العرفاني الكبير الامام الخميني (قد) هذه الثورة التي تجاوزت المذهبية وكانت ثورة اسلامية قد كرست الوحدة بدستورها الذي نص في مادته الثلاثة الفقرة 15 مايلي :

      .. تلتزم حكومة جمهورية ايران الاسلامية أن توظف جميع امكانياتها لتحقيق ما يلي :

      فقرة 15 :

      «توسيع و تحكيم الاخوة الاسلامية والتعاون الجماعي بين الناس كافة».

      والفقرة 17 :

      «تنظيم السياسة الخارجية للبلاد على أساس المعايير الاسلامية والالتزامات الاخوية تجاه جميع المسلمين و الحماية الكاملة لمستضعفي العالم ..»

      وجاء في المادة الحادية عشر من الدستور :

      بحكم الآية الكريمة : «إن هذه امتكم امةً واحدةً وأنا ربّكم فاعبدون» الانبياء / 92 .

      يعتبر المسلمون أمة واحدة، وعلى حكومة جمهورية ايران الاسلامية اقامة كل سياستها العامة على أساس تضامن الشعوب الاسلامية و وحدتها، وان تواصل سعيها من أجل تحقيق الاتحاد السياسي والاقتصادي والثقافي في العالم الاسلامي.

 

-----(16)-----

      وجاء في المادة الثانية عشرة :

      ... والمذاهب الاسلامية الاخرى والتي تضم المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي والزيدي فانها تتمتع باحترام كامل واتباع هذه المذاهب أحرار في اداء مراسمهم الاسلامية حسب فقههم ولهذه المذاهب الاعتبار الرسمي في مسائل التعليم والتربية الاسلامية والاحوال الشخصية (الزواج والطلاق و الارث والوصية) وما يتعلق بها من دعاوى المحاكم.

      وفي كل منطقة يتمتع أتباع أحد هذه المذاهب بالاكثرية، فان الاحكام المحلية لتلك المنطقة في حدود صلاحيات مجلس الشورى المحلية تكون وفق ذلك المذهب هذا مع الحفاظ على حقوق اتباع المذاهب الا خرى.

      ومن خلال قراءة سريعة لبعض مواد دستور الجمهورية الاسلامية نجد ان شرف المآل، وسمو الهدف في الثورة الاسلامية قد كرس في الدستور فهي تسعى «الثورة» الى توسيع وتحكيم الاخوة الاسلامية، وقد صيغت المادة بعبارة شاملة و مطلقة لتشمل الاخوة الاسلامية في جميع مذاهبها و فرقها التي تلتزم بالاسلام أضف الى ذلك لم تنسى التعاون الجماعي بين الناس كافة لأي دين انتموا أو لأي مذهب انتسبوا .

      و بلهجة الواثق بربه واسلامه والعالم العامل في سبيل جعل كلمة الله هي العليا في العالم جاء نص الفقرة / 16 / الانفة الذكر والتي تتضمن الهدف الذي يقتضي تحقيقه بتنظيم السياسة الخارجية للبلاد على أساس المعايير الاسلامية والالتزامات الاخوية تجاه جميع المسلمين والحماية الكاملة لمستضعفي العالم.

      ولذا فان اعتماد المعايير الاسلامية في تنظيم السياسة الخارجية جعلت هذه الجمهورية بعيدة عن النفاق السياسي والمداهنات الدوبلوماسية فهي تتعاطى السياسة بنور كتاب الله و سنّة رسوله (ص) تجاه العالم الاسلامي والعربي ولم تكتف بذلك بل وقفت مع

-----(17)-----

المستضعفين في العالم سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين من منطلق الدعم للقضايا الانسانية في العالم التي أوصى بها نبينا الكريم. و آل بيته الطاهرين الطيبين و أصحابه الميامين.

      وقد التزمت الثورة بأن تكون الموازين الاسلامية هي المعتمدة في جميع المجالات الحياتية والمرافق الحيوية لهذه الجمهورية.

      فالمادة الرابعة من دستورها تنص بما يلي :

      يجب أن تكون الموازين الاسلامية أساس جميع القوانين و القرارات المدنية والجزائية والمالية و الاقتصادية والادارية والثقافية والعسكرية والسياسية وغيرها.

      هذه المادة نافذة على جميع مواد الدستور والقوانين والقرارات الأخرى اطلاقاً وعموماً ويتولى الفقهاء في مجلس صيانة الدستور تشخيص ذلك.

      ولم تنس الثورة الاسلامية دور الامة والاعتماد عليها ولم تتخل عن الشورى التي أمر الله بها في كتابه العزيز : «وأمرهم شورى بينهم» (الشورى / 38) و : «شاورهم في الامر» (آل عمران / 159).

      فهذا نص المادة السادسة من الدستور :

      «يجب أن تدار شؤون البلاد في جمهورية ايران الاسلامية بالاعتماد على رأي الأمة الذي يتجلى بانتخاب : رئيس الجمهورية، وأعضاء مجلس الشورى الاسلامي و أعضاء سائر مجالس الشورى و نظائرها، أو عن طريق الاستفتاء في المواد التي نص عليها الدستور.

      و انطلاقاً من قوله تعالى:

      «ان هذه امتكم امّة واحدة و أنا ربّكم فاعبدون».

      فقد التزمت هذه الجمهورية باقامة سياستها العامة على أساس تضامن الشعوب الاسلامية و وحدتها، و تواصل سعيها من أجل تحقيق الاتحاد السياسي والاقتصادي

-----(18)-----

والثقافي في العالم الاسلامي وهي تقوم بتقديم المعونات الاقتصادية والدعم السياسي رغم المستلزمات التي تثقلها في الداخل، ولكن نظرتها الشاملة الى المسلمين تجعلها تشعر بعضوية و ترابط أية دولة اسلامية بالجسم الاسلامي الأعم والأشمل، والطريق الطويل أمام تحقيق مطالب الجمهورية تكمن فيه مؤامرات الاعداء، و محاولاتهم لتفشيل مسيرتها واظهارها بمظهر العاجز عن الاستمرار وكم كانت دهشته كبيرة لهذه الديمقراطية التي تجلت في انتخاب رئاسة الجمهورية رغم الضبابية التي حاول البعض طرحها على الساحة الاسلامية، كما دهش العالم أمام استمرار الحياة الصناعية والعمرانية والعسكرية وغيرها أثناء الثورة وبعدها.

      فقد ظنت دول الاستعمار والاستكبار بان سحب الخبراء والمهندسين الفنيين من ا يران سوف يربك الاقتصاد الايراني، و يعرقل مسيرة الأمة، ولكن الشعب أظهر قدرة فائقة في ادارة مصانعه و زيادة انتاجه، بكفاءة عالية، فاقت كفاءة الخبراء المسحوبين من الجمهورية، وحاول الأعداء الحصار الاقتصادي لهذا البلد، لكن تمسك أفراد هذه الأمة بحبل الله والتزامهم بأوامر قياداتهم الاسلامية، أفشل هذا الحصار و أثبتت الجمهورية الاسلامية للعالم أجمع أن الاسلام دين دنيا و سياسة و حضارة فلن يضيرها ولاية الفقيه الملتزم بشروط الاسلام وتعاليمه بل على العكس فقد أظهر تفوقاً في ولايته و سياسته وهذا أمر طبيعي لان الاخلاق والتقوى التي تتجلى في نفسيته كفيلة بنجاح مهمته التي أوكلته بها الامة، فأعاد الثقة بالاسلام و شريعته و أنعش المسلمين في العالم بعد الوعي الذي بدأ يدب في عقولهم، و تسارعوا للتفتيش عن ذواتهم، و استيقظت ضمائرهم فتآلفت قلوبهم ولكن الاعداء جندوا كل طاقاتهم للقضاء على كل حركة اسلامية و صموها بالارهاب وتعاونت معهم جميع المؤسسات الدولية كمجلس الامن وغيره، فرءوا في تحرك الاسلام و توحيد المسلمين خطراً على مصالحهم الاقتصادية والسياسية، فدسوا الدسائس بين المذاهب

-----(19)-----

ونجحوا مع الاسف في بعض المواطن الاسلامية و فشلوا في البعض الآخر، وقد تعاطف مع هؤلاء الأعداء بعض الحكام والسلاطين، فأخذ ينسبون كل حركة تطالب بأبسط الحقوق بانها حركة ارهابية، و تتهمها بالارتباطات الخارجية. وتسعى الى التفجير هنا وهناك تمهيداً للقبض على قادة الحركات المحقة.

      وعلى أي حال - .. أيها الاخوة - طريق الاتحاد طويل و الصبر يجب أن يكون طويل، و علينا أن نسعى جميعاً إلى وأد الفتن في مهدها، و نتمنى على بعض العلماء الذين لاهمّ لهم إلاّ تفريق هذه الأمّة أن يتقوا الله فيما يقولون و يفعلون، فالتوحيد الذي لنا شرف الانتساب اليه ينظر الى جميع الاديان والمذاهب على أنها مظاهر مختلفة لحقيقة واحدة فلا يجوز أن نفضل فئة على فئة إلاّ بما تقدمه لوجه الله، وتسعى لخير المجتمعات، ورفع الظلم عن المظلومين ومناصرة المستضعفين، فاتحادنا ديني و انساني فان الارض الصلبة التي هيأتها الجمهورية الاسلامية في دستورها و ممارستها يمكن أن نتحرك عليها في نطاق مجمع التقريب بين المذاهب بقيادة و عضوية جميع المخلصين، لنصلح أمر ديننا و دنيانا، فقد آن الأوان أن نتعرف على حقيقة بعضنا البعض و أن نعرف عدونا المشترك الذي سلب أرضنا والتهم خيراتنا، ولا يزال يراهن على ازالتنا أو تحجيمنا على الاقل فهل يجوز أن يتحد الذين هم من أصول شتى، و يختلف ذوو الأصل الواحد والدين الواحد ؟

      أيها الاخـوة :

      العلة، في نظرنا، هي في المؤلفات المغرضة وفتاوى علماء السلطة الذين عاثوا في الارض فساداً و شتتوا الامة فكلنا يعرف الداء و يتغاضى عن أخذ الدواء و نأمل من مؤتمركم الكريم أن يخرج بقرارات تتضمن :

      أولاً - أن يضم مجمع التقريب أعضاء من جميع المذاهب الاسلامية و أن يعمل على:

 

-----(20)-----

      أ - منع نشر المطبوعات والتي تمس بتجريـح المبادئ الاسلامية العامة، أو تثير النعرات المذهبية .

      ب - اقامة فروع له في جميع الدول الاسلامية .

      ج - اصدار نشرة شهرية باسمه تتضمن مقالات فى الوحدة الاسلامية والى تسريع هذه الوحدة .

      د - التصدي لاية فتوى تسيء لأي مذهب اسلامي بغض النظر عن المرجعية التي أصدرتها ..

      هـ - اصدار مؤلفات اسلامية باسلوب موحّد لتدريسها في المدارس الاسلامية وفي جميع مراحل الدراسة .

      و - تقديم منح دراسية علمية للمتفوقين من جميع المذاهب مع شرط دراسة الشريعة الاسلامية ضمن كل اختصاص .

      ثانياً - عقد مؤتمرات التقريب بين المذاهب، في الدول الاسلامية الاخرى.

      وأخيراً نسأل الله أن يعز الاسلام و المسلمين، و يلهمنا الصواب و يخفف عنا الحساب.

      وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون

صدق الله العلي العظيم

 والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته