"المقاومة بين الشرائع والوقائع ودور الكلمة"

"المقاومة بين الشرائع والوقائع ودور الكلمة"

 

"المقاومة بين الشرائع والوقائع ودور الكلمة"

(ضمن محور: المقاومة في الفقه الإسلامي)

 

رجاء محمد بيطار[1]

الملخّص:

إن هذا البحث يتناول فكرة المقاومة، من منظورها الفطري والإنساني أولًا، ثم العقائدي الإسلامي ثانيًا، مع الإشارة إلى توافقها مع القوانين الوضعية الدولية، من حيث هي ذلك الحق الطبيعي للإنسان في مواجهة الظلم والطغيان.

      وينقسم البحث إلى أربعة محاور، يدرس كلٌّ منها جانبًا من جوانب تلك العقيدة المتجذّرة في النفس البشريّة، عقيدة المقاومة، فيتناول المحور الأول جانبها الإنساني الفكري، وتوافقها مع الفطرة، ويورد أمثالًا مختلفةً عن بشرٍ من حضاراتٍ شتى، دافعوا عن حرياتهم وحقوقهم الإنسانية ضد من أراد أن يسلبهم حقهم في الحياة والحرية. بينما يتناول المحور الثاني دلائل التشريعات الإلهية التي تكرّس حقّ الإنسان في الردّ على الظلم بمقاومته بكلّ الوسائل المتاحة، وتتراوح هذه التشريعات بين نصوصٍ من الكتب السماوية، الإنجيل المقدس والقرآن الكريم، تأمر بالردّ على الظالم وتشرّع حق المقاومة، وبين الأحاديث الشريفة الواردة في هذا الشأن نفسه. أما المحور الثالث فينحصر بإيراد مجموعةٍ من القوانين الوضعية التي تؤكّد حق الإنسان في الدفاع عن نفسه وحرياته وكرامته ضد من يحاول المساس بها، أي ما ندعوه المقاومة، مع تحليلها بشكلٍ متوافقٍ مع الموضوع. ويتطرّق المحور الرابع إلى دور الأدب في المقاومة، حيث يجسّد جانبًا رئيسًا من جوانبها، فهو المعبّر عنها والمخلّد لها، وهو لسانها الناطق وقلبها الخافق، حيث يحكيها للأجيال الحاضرة والقادمة، ويشكّل نواة المقاومة الحية الماثلة في كلّ حينٍ في ضمير الإنسانية، يستمدّ منه الأحرار فكرهم وفهمهم لحقائق نهضتهم، ويسكبون فيه آمالهم وأحلامهم، فينطلقون منه ويصلون إليه، ويتّخذونه سلاحًا يشحذون عليه أسلحتهم كلما دعت الحاجة.

ويخلص البحث إلى حقيقة أن المقاومة هي فعلٌ فطري فكري حضاري، ثم هي فعلٌ تشريعيّ دينيّ إنسانيّ، وهي في النهاية قولٌ وعمل، قلبٌ ولسان، وجهادٌ بالسلاح والكلمة، للوصول إلى النهاية الحتمية التي تجسّد البداية، ألا وهي التمهيد لأسمى غاية، التمهيد للظهور المبارك، الذي هو الهدف الأساس للمقاومة؛ حمل لواء العدل ضد الظلم، وانتظارٌ إيجابيٌّ فاعل، ليد تحمل السلاح، ويدٍ  تحمل القلم.

[1]- باحثة الإسلامية.