خطة لتربية الجيل الإسلامي على القوة والمقاومة والعزة

خطة لتربية الجيل الإسلامي على القوة والمقاومة والعزة

 

 

خطة لتربية الجيل الإسلامي على القوة والمقاومة والعزة

 

الإمام إدريس قدوس

رئيس المجلس الوطني الإسلامي- ساحل العاج

 

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة :

الحمد لله الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبله لفي ضلال مبين، وأنزل كتابه الخالد والذي تكفل سبحانه بحفظه، فكان منهاجا للتربية الإنسانية.

 

وكانت التربية الإسلامية في مدرسة محمد عليه السلام هي الجهد الذي قام به المسلمون الأوائل لإنشاء الأجيال التي قامت بتحرير الإنسانية، والانتصار على الإمبراطورية الرمانية والفارسية كما استطاع المسلمون عندما تربوا على هذا المنهج الرباني لتحرير الأرض المقدسة والتي هي محور الهجمات منذ فجر التاريخ من الرومان في عهد الفاروق عمر رضي الله عنه، ومن الصليبين في عهد صلاح الدين، ومن التتار المغول في عهد سيف الدين قطز والطاهر بيبز رضي الله عنهم جميعا.

 

وأدرك الاستعمار الحديث في حملاته المعاصرة التي هي امتداد للحملات السابقة، إن الذين تصدوا له هو الجيل الإسلامي أيضا، سواء في حملاته بالقرن التاسع عشر والعشرين وهذا القرن وتيقن الأعداء بأنه لن يقر لهم قرار في بلاد المسلمين مادام هذا الكتاب في أيدي هذا الجيل الإيماني، وللتربية الدور الأكثر أهمية في تخريج هذه الأجيال التي تعشق الشهادة والجنة، وتتسابق على المقاومة والموت من أجل إعلاء كلمة الله وتصدي لجميع العدوان والاعتداءات.

 

فهنيئا لتلك الأرواح المجندة التي اختارت درب ذات الشوكة لإعلاء كلمة الحق وتطهير الأرض من دنس اليهود، وهنيئا لمن اختاروا الموت في سبيل إعلاء راية الحق، فلقد أنجبت الأرض ثوارا وأنجبت الحق يسموا بين أكفهم. رجالات لم يهابوا الموت وزالوا الأعزاء على الكفار رحماء بينهم.

 

لذلك كان حقا علينا أن نجهزهم بكل عدة وعتاد وليس المقصود هنا بالعدة والعتاد والذخيرة والسلاح فحسب، وليس المقصود بالمقاومة والجهاد هو ذلك المفهوم المجرد الذي يفهمه الكثيرون من شبابنا ممن حمل السلاح، ولكن على من حمل السلاح أن يحمل بجانبه العلم والأدب والدعوة والتربية الإسلامية، بالعلم تشتد السواعد وترتقي العقول.

 

ومن هـذا المنطلق فإن الاهـتمام بالتربية الإسـلامـية أمـر لا بـد مـنه وهـو واجـب على كل مسـلم أن يسـعى إلى تربية وتنشئة أولاده على التربية الإسـلامـية وإقـتـداء في ذلك بالحـبيب المصطفى (صلى الله عليه وسـلم) رائـد ومؤسـس قـواعـد وأسـس التربية الإسـلامـية، حـيث بعـث بالمنهـج التربوي النبوي الـذي تربى عليه الجيل الصحابة رضي الله عنهـم.

 

ولقد قسمنا هذا البحث إلى ستة فصول يتناول الفصل الأول منها تحديد المعاني للجيل الإسلامي،

 

والثقافة، والقوة، المقاومة، والعزة، وأما الفصل الثاني يتناول أهداف تربية الجيل الإسلامي على ثقافة القوة والمقاومة والعزة، والفصل الثالث يتناول أهمية تربية الجيل الإسلامي على ثقافة القوة والمقاومة والعزة، وأما الفصل الرابع فتطرقنا إلى وسائل تربية الجيل الإسلامي على ثقافة القوة والمقاومة والعزة، وفي الفصل الخامس تناولنا الخطة الإستراتيجية لتربية الجيل الإسلامي على ثقافة القوة والمقاومة والعزة، والفصل السادس يتم فيه تناول الخاتمة.

الفصل الأول

تحديد المعاني :

يحتوي العنوان على عدد من الألفاظ المهمة، التي تحتاج إلى تحديد، وضبط المعاني الفضفاضة التي تنسب إليها وهي : (التربية ـ الجيل الإسلامي ـ الثقافة ـ القوة ـ المقاومة ـ والعزة)

1ـ تعريف التربية :

تفيد كلمة التربية لغة : التنمية، يقال تارة رباه أي نماه، ربى فلانا أي غذاه ونشأه. ربى بمعنى نمى قواه الجسمية والخلقية، وتربى تنشأ وتغذى وتثقف([1]).

وقد عرف د / جميل صليبا التربية بقوله : (التربية هي تبليغ الشيء إلى كماله أو هي كما يقول المحدثون : تنمية الوظائف النفسية بالتمرين حتى تبلغ كمالها شيئا فشيئا...([2]).

أما د/ عبد الحميد الهاشمي ود / فاروق عبد السلام، فقد عرفا التربية بأنها:

(تنمية الإنسان في أبعاده الستة : الروحي والبيولوجي، والعقلي والمعرفي، والانفعالي العاطفي، والسلوكي والأخلاقي، والاجتماعي([3]).

 

وإذا تأملنا هذه المجموعة من التعريف، وجدنا أنها تتضمن العناصر والمعاني التالية :

 

1 ـ التربية عملية تنموية تنصب على شخصية الإنسان لتبلغ به إلى كماله المناسب له

2 ـ إن الذي يمارس هذه العملية هو المجتمع من خلال ما يتوفر عليه من مؤسسات وقنوات متعددة

3ـ إن هذه العملية تقوم على أساس التنظيمات الموجودة في المجتمع والتي تعبر عن الإطار الثقافي العام.

 

فعلى ذلك تكون التربية هي عملية إعداد، وتنشئة، وتوجيه، وإصلاح، وقيادة للإنسان في مختلف مراحل حياته وأبعاد كيانه... وخصوصاً في المرحلة التي يحتاج فيها الإنسان إلى عملية التنمية والتوجيه والإعداد والإصلاح..

أهداف التربية في الإسلام

للتربية الإسلامية أهداف وغايات أساسية تستهدف تحقيقها والوصول بالإنسان إلى مستواها..

 

وهذه الأهداف هي القاعدة الأساسية في بناء الفرد والمجتمع والحضارة والدولة الإسلامية. لذلك كان واجباً على الأب والمربي والمدرسة والدولة والمصلح الاجتماعي أن يراعي تحقيقها، ويعمل على تركيزها..

وهذه الأهداف باختصار مركَّز هي:

1 ـ تعريف الإنسان بنفسه وعالمه، ليعرف قدره وقيمته الإنسانية، ويعرف العالم الذي يحيط به، والمجتمع الذي يعيش فيه، وليعرف حقوقه وواجباته وغاية وجوده، وعلاقته بهذا العالم وبالحياة بصورة عامة.

 

2 ـ تعريف الإنسان بربّه تعريفاً يقوم على أساس الوعي والفهم السليم، لإثارة العلاقة السليمة بين الإنسان وخالقه، ولتكوين فهم إيماني أصيل يساهم في بناء شخصية الفرد وإثارة تصور سليم للحياة الدنيا والآخرة.

 

3 ـ تربية مشاعر الحب والانسجام مع العالم والمحيط الإنساني، وتقوية الشعور بالرابطة الإنسانية التي تربط بين بني الإنسان بعضهم ببعض، عن طريق تنمية الحس الجمالي، وتقوية الإحساس بمفهوم الخير والشر لتكوين موقف إنساني مؤثر من هاتين القيمتين، وإمداد الفرد بوعي يجعله قادراً على التصرف الايجابي إزاءهما.

أهمية التربية الإسلامية:

هذه التربية لا يستغني عنها شخصٌ مهما بلغ من العمر، والإنسان مهما وصل إلى مرتبة فلا زال عنده أشياء من الشهوات (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) آل عمران:14.

 

إذاً: لا يوجد وقت تقول فيه: أنا الآن لا أحتاج إلى تربية، لأن شخصيتي قد اكتملت، هؤلاء الصحابة الكرام مازالوا يربى بعضهم بعضٍا حتى لحقوا ربهم رضي الله عنهم، فلا تزال نفوسنا تحتاج إلى توجيه وتذكير وتزكية وضبط، ونحن لم نبلغ رتبة الصحابة، إذا كان هؤلاء لا يزال بعضهم يربي البعض فنحن أحق وأحوج إلى ذلك منهم، لأننا لم نبلغ ما بلغوا. فهذه أيها الإخوة لمحة عن الأشياء التي تجعلنا نحتاج إلى التربية، ونوقن بأن التربية هي الطريق، وكل طريقٍ غيرها لا يوصل، وإذا أوصل يوصل إلى نتائج تكون في كثيرٍ من الأحيان نتائج خاطئة وليست هي المطلوب، وإنما هي عبارة عن صور مشوهة لما يظن أنه مجتمع إسلامي وليس كذلك. فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يفتح بيننا وبين قومنا بالحق، وأن يهدينا سبل السلام، وأن يخرجنا من الظلمات إلى النور، وأن يسلك بنا سبيل التربية الإسلامية، وصلى الله على نبينا محمد.

التربية طريق إلى تكامل الشخصية الإسلامية :

نحن نحتاج إلى التربية للوصول إلى الشخصية الإسلامية المتكاملة، فما هو إذن الغرض للوصول إلى هذه التربية الإسلامية المتكاملة ؟

 

التربية تحقق لنا الوصول إلى الكمال البشري بحسب درجاته بالنسبة للأشخاص، فأية الصورة تطالعنا بعد بذل الجهد في التربية لشخصٍ ما؟ أي إنسان هذا الذي تربى إيمانياً وعلمياً وعقلياً وجسدياً؟ إنه هو الإنسان الصالح، يعتبر اللبنة الأساسية، إذ هو جزء لا يتجزأ.. وما هي صفاته؟ تكامل في صفاته البشرية، ملامح التقوى والخشوع بادية عليه.. (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) الحجرات:13.

 

(سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) الفتح:29 فإذاً سنصل في النهاية بعد التربية إلى هذه الشخصية المتكاملة، هذا هو المفترض إذا سلكنا الطريق، وهذه الشخصيات المتكاملة هي التي تتكون منها القاعدة الصلبة التي سيقوم عليها المجتمع المسلم.

التربية منهج لإعداد الشخصيات المدافعة عن الإسلام:

التربية الإسلامية مهمة؛ لأنها تهيئ لنا هذه الشخصيات التي تندفع بعزة الإسلام لتكون نماذج تواجه الكفر وأهل الكفر. التربية مهمة في هذا الزمن جداً وفي غيره من الأزمان؛ لأننا نواجه عتاةً وفجرة، وطغاة وبغاةً.. نواجه أعداءً أشداء لا يمكن أن نلقاهم بشخصياتٍ هزيلة وضعيفة، ولا تقوى هذه الشخصيات ولا تشتد ولا تصبح على مستوى المواجهة إلا بالتربية الإسلامية. ألم يأتك نبأ الثلاثة من المسلمين الذين واجهوا قائد الفرس رستم.. كيف واجهوه؟ ما هي التربية التي كانت في أنفسهم عندما صاروا على مستوى المواجهة؟ إنما هي التربية النبوية.

2 ــ تعريف الثقافة :

أصول كلمة الثقافة في اللغة العربية مصدر مشتق من الفعل الثلاثي ثقف بضم القاف وكسرها، وللفعل ثقف معاني كثيرة في المعاجم والقواميس العربية :

 

إن جذر كلمة ثقافة هو: ث ق ف، ولهذا الجذر معنيان رئيسيان متباينان في اللغة العربية:

 

الأول: ثَقَفَ: قال الفيروز أبادي: ثَقَفه: أي صادفه أو أخذه أو ظفر به أو أدركه.

وأُثقِفْتُهُ: قُيِّضَ لي.

والثاني: ثَقِفَ يثقَف، وثَقُفَ يثقُف، ثَقْفاً وثَقَفاً وثقافة: صار حاذقاً خفيفاً فطناً([4]).

 

الثقافة هي المخزون الحي في الذاكرة، كمركب كلي ونمو تراكمي.. مكون من مُحَصِّلة العلوم، والمعارف، والأفكار، والمعتقدات، والفنون، والآداب، والأخلاق، والقوانين، والأعراف، والتقاليد، والمدركات الذهنية والحسية، والموروثات التاريخية، واللغوية، والبيئية.. التي تصوغ فكر الإنسان وتمنحه الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التي تصوغ سلوكه العملي في الحياة..)([5]).

 

وللباحثين اجتهادات كثيرة في تحديد معنى (الثقافة) في العصر الحديث فمنهم من يجعلها : (كل ما يميز الإنسان من غيره ويجعله إنسانا) وهي يذلك مقاربة ومقارنة أو مرادفة لمعنى: (الحضارة)([6]).

فالثقافة إذن هي ثمرة كل نشاط إنساني محلي نابع عن البيئة([7]).

 

وهي مجموع المعلومات، والمعارف، والممارسات، والقيم الخاصة بشعب ما، ويعيش بمقتضاها، وتميزه عن غيره من الشعوب.

خصائص الثقافة:

الثقافة تشمل الجوانب المعنوية والمادية من حياة المجتمع وعناصر الثقافة تؤثر في بعضها البعض فإذا حدث ارتفاع في أسعار الغذاء فإن هذا بدوره يؤثر في دخل الفرد الذي بدوره يؤثر تأثيراً سلبياً في إشباع عناصر أخرى من الثقافة.

 

وتعقد الثقافة يرجع إلى تشابك هذه العناصر لأن كل عنصر منها له ارتباط بالعناصر الأخرى فهي كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

 

والثقافة هي أسلوب الحياة التي يكتسبها الطفل أولاً من بيئته الأولية (الأسوة) ثم من بيئة الثانوية التي هي المجتمع الذي يعيش فيه, وخلال نموه يستطيع أن يتعلم من بيئته الاجتماعية، فهو في نواته الأولى ومن خلال التلقين والملاحظة والسلوك, يكتسب هذه الثقافة وبتوسعه في المعرفة يستطيع أن يضيف إليها ما يحسن من واقعها الحالي([8]).

3 ــ تعريف الجيل الإسلامي

الجِيلُ : الأُمَّة من الناس، ويقال كل ُ صنفٍ من الناس، التُّركُ: جيلٌ، والصِّينُ: جِيلٌ والعربُ: جِيلٌ، وجمعُه: أجيال.. وجَيلانُ: جِيلٌ من المشركين خلف الدَّيلم يُقالُ لهم: جِيلُ جَيلان([9]).

 

فالجيل الإسلامي هو الجيل الذي وصفه الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) المائدة: ٥٤.

 

يصف الأستاذ سيد قطب سمات الجيل المسلم من خلال تفسير هذه الآية : يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم فالجهاد في سبيل الله لإقرار منهج الله في الأرض وإعلان سلطانه على البشر وتحكيم شريعته في الحياة لتحقيق الخير والصلاح والنماء للناس هي صفة العصبة المؤمنة التي يختارها الله ليصنع بها في الأرض ما يريد وهم يجاهدون في سبيل الله ; لا في سبيل أنفسهم ; ولا في سبيل قومهم ; ولا في سبيل وطنهم ; ولا في سبيل جنسهم بل يجاهدون في سبيل الله لتحقيق منهج الله وتقرير سلطانه وتنفيذ شريعته وتحقيق الخير للبشر عامة عن هذا الطريق وليس لهم في هذا الأمر شيء، وليس لأنفسهم من هذا حظ إنما هو لله وفي سبيل الله بلا شريك وهم يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم([10]).

 

والجيل الإسلامي هو جيل متعـلم مـدرك وقادر على المشـاركة بـدور إيجابي في بنـاء أمـته وتحـقـيـق قـوتها من خـلال تنـمـية العمـل الجاد وتحـقـيـق رسـالة التعـمير، مما لا يتـيح مجالات الفـرقـة والاخـتلاف والقضاء على أسـس الضعف التي دبت في هـذه الأمة.

4 ـ تعريف القوة

القُوَّةُ: خلاف الضعف. والقُوَّةُ: الطاقة من الحبل، وجمعها قِوًى. ورجل شديد القوى، أي شديدُ أسرِ الخَلْقِ. وأقْوى الرجل، أي نزل القَواءَ. وأقْوى، أي فَنيَ زاده. ومنه قوله تعالى: " ومتاعاً للمُقْوين " وأقْوى، إذا كانت دابّته قَوِيَّةً. يقال: فلان قَوِيٌّ مُقْوٍ. فالقَوِيُّ في نفسه، والمُقْوي في دابته. والإقْواءُ في الشعر، قال أبو عمرو بن العلاء: هو أن تختلف حركات الروي فبعضه مرفوع وبعضه منصوب أو مجرور. وقد أقْوى الشاعر إقْواءً. والقيُّ: القفرُ. وكذلك القَوى والقَواءُ، بالمد والقصر. ومنزلٌ قَواءٌ.

القوة في المنظور الإسلامي

فالإسلام قد أمر بإعداد القوة وتحصيل العدة. قال الله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) (الأنفال:60).

معنى الآية الكريمـة:

يأمر اللّه تعـالى عباده المؤمنين الموجودين ساعة نزول هذه الآية ومن يأتي من بعدهم إلى أن يقاتلوا الكفار ويأمرهم بإعداد القوة أي بإحضارها وإرصادها لقتال عدوّ اللّه وعدوهم وإرهابه بذلك، والقوة المأمور بإعدادها تكون حسيّة كأنواع السلاح المختلفة، وآلات الحرب المتنوعـة، وتكـون معنـوية كالإيمان القوي والثقة في نصر اللّه تعالى، ووحدة الصف وطاعة القيادة، مع طاعة اللّه تعالى وطَاعة رسوله صلى الله عليه وسلم من الثبات عند اللقاء وذكر اللّه تعالى بالقلب واللسان.   

 

كـما يخبرهم تعالى بأن ذلك الإعـداد للقـوة من شأنـه أن يرهب أعداءهم، وينزل الرعب في قلوبهم فلا يفكـرون في غزوهم ولا قتالهم، وسـواء في ذلـك العـدو الظاهر لهم المعروف عنـدهم، أو العـدو الـذي لا يعلمونه واللّه يعلمه كالمنافقين المتربصين أو المجوس الحاقدين، أو اليهود الحاسدين.              

 

ولمـا كان إعـداد القوة المطلوبـة المبذول لها كلُّ ما في استطاعة الأمة وقدرتها يتوقف في الجملة على المال إذ به يتم صنـع السـلاح أو شراؤه، والمـال لا مصدر له إلا جيوب المؤمنين وصناديقهم، وقـد أنفقوا فعلا وجمعوا المال وأعدوا به القوة الواجبة الإعداد

5 ـ تعريف المقاومة :

حين نردّ كلمة المقاومة إلى أصولها العربية، نجد أنّها مصدرية من مشتقات قـَوَمَ، يقال: ما زلت أقاوم فلاناً في هذا الأمر أي أنازله.

 

فيمكن أن نعرّف المقاومة بأنها :(القيام في وجه الباطل لتقويمه وردّ الأمر إلى الصواب). ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أنّ من معاني المقاومة (الصبر على الأمر حتى انقضائه)، قال ابن الأثير: قاومه أي فاعله من القيام أي إذا قام معه ليقضى حاجته صبر عليه إلى أن يقضيها. وهذا ما يجب أن يضاف إلى التعريف السابق بأن المقاومة هي "القيام في وجه الباطل لتقويمه وردّ الأمر إلى الصواب والصبر على ذلك حتى تمامه". كذلك، فإن المصدر اللغوي لم يتعرض لطريقة الوقوف في وجه الباطل، مما يجعل المقاومة حرة طليقة في استخدام الأسلوب الأمثل لتغيير الواقع المبطل وردّه إلى الصواب([11]).

 

وكلمة المقاومة لم تأت في القرآن الكريم، وكذلك لم تأت في الحديث الشريف، وإنما جاءت مرات معدودة في سياق حديث بن حجر على قتال المسلم المنفرد لأكثر من واحد من الكفار. فهذا الاستخدام للكلمة مُحدثُ بمعنى من المعاني إذ لم يطلقه السلف على المقاومة المسلحة للعدو الغازي، بل كان المصطلح عليه هو "دفع الصائل" أي المعتدى([12]).

شرعية المقاومة:

المقاومة بكلّ أشكالها واجب محتوم وقدر مرسوم لا فكاك منه، فالخيار العسكري ضرورة حين القدرة عليه، قال تعالى: (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم) التوبة9.

 

فالمقاومة كذلك شرع محكم في الإسلام وإن جرّت ما تجرّ الحرب على أبنائها من أهوال وخسائر كما حدث ويحدث في العراق، وفلسطين.

6ـ تعريف العزة :

العزة هي الرفعة والبعد عن مواطن الذل والمهانة فالله يأمرنا أن نكون أعزاء، لا نذل ولا نخضع لأحد من البشر، والخضوع إنما يكون لله وحده، فالمسلم يعتز بدينه وربه، ويطلب العزة في رضا الله سبحانه وتعالى، وقد قيل: من طلب العزة بغير طاعة الله أذله الله.

كيف نحقق العزة في المجتمع المسلم؟ :

1. الأخذ بمقومات العزة، والالتزام بها، والعمل على تربية أبناء المسلمين على العزة وصدق الانتماء، وتجريد الولاء لله ولرسوله، والبراءة من المشركين، وعدم الاعتماد على ثقافة الغرب أو التأثر بها، و استقلال وسائل الإعلام عن الاعتماد على الغرب والخروج من عبودية الغرب إلى حرية الإسلام، وكذلك والاستقلال السياسي، وهذا لايتعارض مع إقامة العلاقات الدولية على أسس العدل والتعاون ورفع الظلم، والسعي لبناء الاقتصادي الإسلامي على أسس شرعية بعيدة عن مقومات الاقتصاد الغربي ودعائمه، وأن يكون تبادل المنافع المادية والاقتصادية مبنياً على الندية وحرية القرار .

الفصل الثاني : أهداف تربية الجيل المسلم على ثقافة القوة والمقاومة والعزة

تتمثل هذه الأهداف في النقاط التالية

1ـ لابد للجيل المسلم اليوم أن يعرف أن المعرفة التي يملكها لا قيمة لها إذا لم تتحول إلى ثقافة متحركة، وقوة دافعة، وإذا لم تساهم في توحيد العلاقات الاجتماعية، واجتماع الجهود الفردية والجماعية لتصب كلها في خدمة الأمة الإسلامية، والعمل على إخراجها من الأزمة الحضارية التي تعانى منها.

 

2 ـ التربية الإيمانية وإصلاح الفرد، وأول سبل الإصلاح وعماده هو غرس الإيمان بالله وإخلاص العبودية له في ضمير الناشئة والفتية، وبث الوعي به لدي الشيوخ والكبار وتربية وإعداد الفرد ليكون مسلمًا صالحًا يواجه العواصف، لا تزلزله الكوارث، ذلك الإيمان الحق بخالق الكون .

 

3 ـ التخلي عن اليأس والتحلي بالثقة بالله : هذا الإيمان بمفهومه القرآني يسلح النفس المسلمة بالثقة في الله، ويطرح اليأس والشك من النفوس، ويربي الفرد علي الانتماء للوطن والمجتمع والأمة بغير تفكيك ولا تناقض بين حق الله وما يجب نحو الوطن والمجتمع والأمة، إنه حتمية وضرورة للتنمية والنهضة في كل ضروب الحياة، ذلك الإيمان الذي يشيع الأمن النفسي والمجتمعي

 

إن الشخصية المسلمة بحاجة ماسة للتخلص من الإحساس المرير باليأس، نتيجة الضغوط والمشكلات التي يتعرض لها المسلم فهي صفة لا تجتمع مع الإيمان بالله تعالي، وعنصر هدم وقتل للشخصية وتدمير للعطاء فيها، لا يقوم به بناء ولا تتأسس معه حضارة، فإن اليأس صنف الكفر وعديله، ويتحصل من ذلك أن يتغلغل الشعور بالثقة في أعماق كل مسلم وأن يطرد نهائيًا جميع عوامل اليأس والإحباط والعجز والفشل طلبًا لإحياء نفسه وبناء وطنه، وتنمية مجتمعه، وتحقيق خدمة أمته، فإن من ركائز الإيمان حياة وإصلاح النفوس والأديان والأبدان.

 

الفصل الثالث : أهمية تربية الجيل الإسلامي على ثقافة القوة والمقاومة والعزة إن الأزمة الحقيقية لجيلنا الإسلامي هي انعدام الوعي بذواتنا، أزمة فقدان الثقة بقدراتنا على الفعل، وأسوأ ما يمكن أن يصيب أمة هو فقدان الثقة بنفسها وبإمكانياتها وبقدراتها على الفعل والمشاركة الإيجابية في صنع الأحداث وتجاوز المحن والأزمات، كما بلي كثير من المسلمين اليوم بالهزيمة النفسية، التي كان من ثمارها العيش مع المجتمع الغرب، وفي السعات الأخرى بنفسية المغلوب لا بنفسية الغالب، فحملها ذلك أن انقادت وراء هذه المجتمعات وسلمت لها خطامها وأقرت لها بالتبعية والولاء.

 

من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام لقد كبت الأمة وذلت، وضلت، يوم وجهت وجهها نحو الغرب الكافر، فأصبحت تقتات من فتاتها، وتتمسح بأعتابها، وتسير في ركابها زين لها ذلك أصحاب الفكر المغلوب، والعقل المقلوب، الذين ما فتئوا يصيحون بالأمة أن تسلم قيادها للغرب، وأن تأخذ كل ما عنده من عادات وثقافات خيرها وشرها، حلوها ومرها، ما يحمد وما يعاب، زد عليه ذاك الجهد الكبار من الكفار في تغريب المجتمعات الإسلامية، ومسخ هويتها وعزلها عن منبع عزها ومكمن فخرها، حتى خرج جيل بعيد كل البعد عن روح الإسلام، بعيد في ثقافته، وشخصيته، وسلوكه، ونمط حياته، والجهل بالتاريخ الإسلامي وأمجاده وأبطاله، وكان من نتاجه أيضاً: السعي المحموم خلف الثقافات الغربية، حتى أصبح ما يفصل هناك في الصباح يلبس هنا في المساء، وتسربت إلى البلاد الإسلامية عادات ليست منها، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. لما ذلت أمتنا غابت العزيمة من خطابها، ولم يعد في قاموسها غير الرخصة نسيت (خذوا ما آتيناكم بقوة) الأعراف:171 وبقيت تردد: (يسروا ولا تعسروا)، (إن تبروهم وتقسطوا إليهم) الممتحنة 8، وتركت (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) الممتحنة9 والشرع يعرف من مجموع أدلته.

 

لقد أصبحت قراءتنا للنصوص قراءة تناسب ضغط الواقع لا مقاصد الشريعة، وحين نريد لأمتنا أن ترقى، ولمكانتها أن تبقى، فلا بد من بعث روح العزة والقوة والمقاومة فيها، وأن يربى أفرادها على ذلك.

الفصل الرابع : وسائل تربية الجيل الإسلامي على ثقافة القوة والمقاومة والعزة :

1ــ إشعار هذا الجيل بشكل دائم أن تحقيق العزة الإسلامية وبناء المجد الإسلامي لا يكون إلا بالجهاد والمقاومة وإعلاء كلمة الله.

 

2- إفهام هذا الجيل أن الجهاد والمقاومة أنواع، فهناك الجهاد والمقاومة المالية ببذل المال والإنفاق، والجهاد والمقاومة لإقامة الحجة، والجهاد والمقاومة التعليمية ببذل الجهد الفكري، والجهاد والمقاومة السياسية ببذل الجهد لإقامة الحاكمية لله وحده، ثم الجهاد والمقاومة العسكرية ببذل الجهد العسكري.

 

3- تذكير الجيل بالمواقف البطولية للرعيل الأول.

 

4- حفظ سور الجهاد وآياته.

 

5- تعميق عقيدة القضاء والقدر، ليكون هذا الجيل مؤمنًا بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

 

6ــ إشـعار الجـيل بأن إقامـة الدولة الإسلامية تحـتاج إلى جـهـود جـبارة وكفاح طويل وأنها لا يمكن أن تتم بين يوم وليلة بل تحـتاج إلى سـنوات طويلة.

 

7ـ إقامة المنابر التي تبث في الأمة روح العزة والكرامة والاستعلاء، والاستغناء عن الآخرين، وتحميها من المؤثرات الوافدة بشتى صنوفها وأشكالها وأخص الإعلامية منها.

 

8 ــ تفعيل دور المسجد، و فتح أبوابه على مصارعيها أمام رجال الإصلاح و علماء الأمّة لنشر العلم الصحيح وغرس حب المقاومة، وإحياء الروح الدينيّ في نفوس الجيل، وليس أدلّ على أهميّة المسجد في إِيقاظ وَعْي الأمّة وتفعيل حَمِيَّتِهَا من تصدّي قوى الصهيوني.

 

9ــ إيجاد مراكز الدراسات الإستراتيجية التي يتحقق من خلالها رسم السياسات بعيدة المدى في شتى شؤون الحياة الشرعية والثقافية والسياسية والإعلامية والاقتصادية، وعدم الاعتماد على مراكز الدراسات الغربية وتحليلاتها

الفصل الخامس : الخطة الإستراتيجية لتربية الجيل الإسلامي على ثقافة القوة والمقاومة والعزة

المؤسسات المسئولة لتنفيذ الخطة

1ـ البيت المسلم

2ـ المدرسة

3ـ المسجد

4ـ المجتمع

5ـ الوسائل الإعلامية

6 ـ النوادي

الأهـــــداف

* الارتقاء بالمستوى الثقافي والفكر لدى الجيل الإسلامي ممن حملوا أرواحهم على أكفهم وامتطوا جواد المقاومة.

* تهذيب النفوس والسمو بها نحو ملكوت الله، وتعويدهم على الصيام والقيام وردع الهوى .

* بناء جيل مقاوم يميز الحق من الباطل ويمطي يفكر في كل لحظة بما هو جديد في فن المقاومة.

* توعية الجيل الإيماني بما يدور حوله من أحداث على الميدان السياسي والعسكري.

* توعية الجيل الإسلامي أن العزة لا تحقق إلا بالجهاد والقوة.

وسائل التنـــفيــذ

ــ تلاوة وحفظ القرآن الكريم خاصة سورتي التوبة والأنفال

ــ دراسة السيرة النبوية

ــ دراسة التاريخ الإسلامي

ــ زيارة المواقع الأثرية والتاريخية البطولية

 

ــ زيارة الشخصيات الإسلامية

ــ مشاهدة أفلام خاصة للمقاومين والمجاهدين والأبطال المسلمين

ــ تعليم الشعر والأناشيد الحماسية التي تغرس في نفوس الجيل الشبابي حب الجهاد والمقاومة

ــ تدريب الشباب على ركوب الخيل والسباحة والفروسية

ــ تدريب الشباب على تحمل المسئولية والقيادة

ــ تدريب الشباب على استخدام الإنترنت

ــ تدريبهم على مهارات أخرى

الفصل السادس : الخاتمـــة :

الآن وقد وصلنا إلى ختام ملخص هذه الورقة، وعليه نستعرض بعض النتائج التي توصلنا إليها وهي فيما يلي :

 

أولا: أنّ للسنّة النبويّة الدورَ الأساس الفاعلَ في بناء ثقافة المسلم وصياغة هويّته، وتربية وُجْدانه، وغرس تصوُّراته لعالَمَيْ الغيب والشهادة، وطبع شخصيّته بصبغة الإسلام. وأنّ قِيَمَ الثقافةِ الإسلاميّة وخصائصَها كلّها تُستمدّ من أقواله وأفعاله وإقراراته.

 

ثانيا : ضرورة الاستقلال عن الأعداء، والاستغناء عنهم، وعدم الاعتماد عليهم في شتى شؤون الحياة، وهذا لايتعارض مع الإفادة مما عندهم من تقدم مادي من أجل تسخيره لخدمة هذا الدين، وتقوية المؤمنين، دون ذل أو خضوع أو تنازل.

 

ثالثا: المزيد من الاهتمام بتربية الجيل المسلم على ثقافة القوة والمقاومة والعزة، وصدق الانتماء، وتجريد الولاء لله ولرسوله، والبراءة من المشركين، وعدم الاعتماد على ثقافة الغرب أو التأثر بها.

 

رابعا: إن الآيات والأحاديث، التي جاءت في ميدان الجهاد، والقتال، أكدت أن واجب الأمة الإسلامية أنها تهيئ نفسها بصفة دائمة ومستمرة إلى ضرورة الاستعداد، حيث إن هذا الاستعداد والإعداد، جزء من العقيدة، وركن من العبادة، وقد ربط الله بتحقيقه سعادة المسلمين في الدنيا، ونجاتهم في الآخرة، وأن الأمة الإسلامية تملك من الطاقات البشرية، والعقول المفكرة، والإمكانيات المادية، والمواقع الإستراتيجية، ما يمكنها من أن تكون أعظم قوة في الأرض، لا لتضرب في عتو وتجبر، ولكن لتحفظ نفسها ومجتمعاتها، وتقيم العدل بين الناس، وتنشر الأمن والاطمئنان.

 

خامسا: تأهيل المؤسسات التربية من أجل بناء جيل مسلم قادر أن يستعيد للأمة هويتها التائهة الضائعة، وتعيش قويةً شامخةً بروح الجهاد الحقيقي، تُرهب عدوَّ الله وعدوَّها، فلا ينال منها في دينها، أو عرضها، أو أرضها.

 

سادسا: ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته جيلاً فريداً من البشر اجتمعت فيهم جميع خصائص الخيرية والفضل، والوسطية والعدل، وكان قرنهم خير القرون، وجيلهم من أحسن الأجيال التي عرفها التاريخ الإسلامي، فقد قال صلى الله عليه وسلم : (خير القرون قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.

 

سابعا: يجب أن يعي المسلمون أن الإسلام وحده هو مصدر الطاقة بإذن الله الذي تضيء به مصابيحهم، وتنير به مشاعلهم، وبدون الإسلام ليسوا إلا زجاجات وقوارير فارغة لا يوقدها زيت، ولا يشعلها ثقاب، ليس للمسلمين عز ولا شرف، ولا قوة ولا كرامة إلا بالإسلام، إنهم إن أنكروا ذلك، أو تنكروا له فلن يجدوا من دون الله وليًا ولا نصيرًا، إنهم بغير الإسلام أقوام متناحرة، وقطعان مشتتة، بل سِقُط متاع، وأصفار من غير أرقام، يجب أن تربى الأمة على الإقبال على المخاطر لتسلم لها الحياة، في دعائم موطدة من الدين القويم، والخلق المستقيم، في دعاء صادق تنطلق به الحناجر: (ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِى أَمْرِنَا وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وٱنصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ) آل عمران: 147.

 

ثامنا : إن القوة التي تقيم بين الناس موازن القسط، وتبسط بينهم العدل هي ما أمر به الإسلام، وربى عليه أتباعه، بل حضّ على بذل النفس والنفيس من أجله، وفي الحديث الصحيح:

 

(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير)، وفي التنزيل العزيز: (وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ وَمِن رّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) الأنفال:60.

 

تاسعا : ينبغي أن تتكاتف الجهود (البيت - المدرسة المسجد - النوادي - الإعلام...الخ) لإنقاذ شباب الأمة وناشئتها من واقع مؤلم تمر به وواقع أمر هي مقبلة عليه فلابد من تكاتف جهود جميع فئات المجتمع من دعاة وعلماء و تربويين واجتماعين ونفسانيين لغرس القيم النبيلة الأخلاق الحسنة والتنفير من الأخلاق الفاسدة وغرس هذه الأخلاق في نفوس شبابنا وفتياتنا)

الهوامش:

([1]).المعجم الوسيط جـ 1، مادة ربي.

([2]).جميل صليبا، المعجم الفلسفي دار الكتاب اللبناني جـ 1مادة تربية.

([3]). البحث المقدم لندوة خبراء أسس التربية الإسلامية سنة..14هـ بمكة المكرمة.

([4]). القاموس المحيط مادة ثقف، 3/121.

([5]).عبد الحسين السيد الثقافة أولا والأمة الواحدة

([6]).عبد الستار فتح الله سعيد آفاق الحوار بين الحضارة والثقافات رابطة العالم الإسلامي صـ 35 ـ 2005م.

([7]).حسين مؤنس الثقافة والحضارة صـ 369.

([8]).حسن محمد الربابعة دور الجامعات في تنمية الثقافة الإسلامية لدى المجتمعات

([9]).الخليل بن أحمد الفراهدي ـ العين جــ 1 صـــ 490

([10]).سيد قطب، تفسير ظلال القرآن الآية 54

([11]).طارق عبد الحليم ـ المقاومة واجب واقع، ينابع تربوية

([12]).طارق عبد الحليم ـ المرجع السلبق.