تعز وتجل علم ابن عمك ولم يزل يعدد عليه من ذلك حتى بكى هارون ثم قال أخبرني الزهري عن خارجة بن زيد قال : قال زيد بن ثابت : " كنت أكتب بيد يدي النبي صلى الله عليه وآله في كتف لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون وابن أم مكتوم عند النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله قد أنزل الله في فضل الجهاد ما أنزل وأنا رجل ضرير فهل لي من رخصة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا أدري .
قال زيد بن ثابت : وقلمي رطب ما جف حتى غشي النبي صلى الله عليه وآله الوحي ووقع فخذه على فخذي حتى كادت تدق من ثقل الوحي ثم جلى عنه فقال لي : اكتب يا زيد غير أولي الضرر فيا أمير المؤمنين حرف واحد بعث به جبريل والملائكة عليهم السلام من مسيرة خمسين ألف عام حتى أنزل على نبيه صلى الله عليه وآله فلا ينبغي لي أن أعزه وأجله .
؟ ! " .
وأخرج الترمذي وحسنه النسائي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه من طريق مقسم عن ابن عباس " أنه قال لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر عن بدر والخارجين إلى بدر لما نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش وابن أم مكتوم : إنا أعميان يا رسول الله فهل لنا رخصة ؟ فنزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر وفضل الله المجاهدين على القاعدين درجة فهولاء القاعدون غير أولي الضرر فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر " .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق مقسم عن ابن عباس أنه قال لا يستوي القاعدون من المؤمنين عن بدر والخارجين إليها .
وأخرج ابن جرير والطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات عن زيد بن أرقم قال : " لما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله جاء ابن أم مكتوم فقال : يا رسول الله أما لي من رخصة ؟ قال : لا .
قال : اللهم إني ضرير فرخص لي .
فأنزل الله غير أولي الضرر فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بكتابتها " .
وأخرج عبد بن حميد والبزار وأبو يعلى وابن حبان والطبراني عن الفلتان ابن عاصم قال : " كنا عند النبي صلى الله عليه وآله فأنزل عليه وكان إذا أنزل عليه دام بصره مفتوحة عيناه وفرغ سمعه وقلبه لما يأتيه من الله قال : فكنا نعرف ذلك منه