أبيرق ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا يعني لبيد بن سهل حين رماه بنو أبيرق بالسرقة فلما نزل القرآن في بشير وعثر عليه هرب إلى مكة مرتدا كافر فنزل على سلافة بنت سعد بن الشهيد فجعل يقع في النبي صلى الله عليه وآله وفي المسلمين فنزل القرآن فيه وهجاه حسان بن ثابت حتى رجع وكان ذلك في شهر ربيع سنة أربع من الهجرة " .
وأخرج ابن سعد من وجه آخر عن محمود بن لبيد قال : كان أسير بن عروة رجلا منطيقا ظريفا بليغا حلوا فسمع بما قال قتادة بن النعمان في بني أبيرق للنبي صلى الله عليه وآله حين اتهمهم بنقب علية عمه وأخذ طعامه والدرعين فأتى أسير رسول الله صلى الله عليه وآله في جماعة جمعهم من قومه فقال : " إن قتادة وعمه عمدوا إلى أهل بيت منا أهل حسب ونسب وصلاح يؤنبونهم بالقبيح ويقولون لهم ما لا ينبغي بغير ثبت ولا بينة فوضع لهم عند رسول الله صلى الله عليه وآله ما شاء ثم انصرف فأقبل بعد ذلك قتادة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ليكلمه فجبهه رسول الله صلى الله عليه وآله جبها شديدا منكرا وقال : بئسما صنعت وبئسما مشيت فيه .
فقام قتادة وهو يقول : لوددت أني خرجت من أهلي ومالي وأني لم أكلم رسول الله صلى الله عليه وآله في شيء من أمرهم وما أنا بعائد في شيء من ذلك .
فأنزل الله على نبيه في شأنهم إنا أنزلنا إليك الكتاب إلى قوله ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم يعني أسير بن عروة وأصحابه إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما " .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله إلى قوله ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فيما بين ذلك في طعمة بن أبيرق درعه من حديد التي سرق وقال أصحابه من المؤمنين للنبي صلى الله عليه وآله : اعذره في الناس بلسانك ورموا بالدرع رجلا من يهود بريئا .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال : ذكر لنا أن هذه الآيات أنزلت في شأن طعمة بن أبيرق وفيما هم به النبي صلى الله عليه وآله من عذره فبين الله شأن طعمة بن أبيرق ووعظ نبيه صلى الله عليه وآله وحذره أن يكون للخائنين خصيما وكان طعمة بن أبيرق رجلا من الأنصار ثم أحد بني ظفر سرق درعا لعمه كانت وديعة عندهم ثم قدمها على يهودي كان يغشاهم يقال له زيد بن