فكان الرجل يكون عنده الشهادة قبل ابنه أو عمه أو ذوي رحمه فيلوي بها لسانه أو يكتمها مما يرى من عسرته حتى يوسر فيقضي فنزلت كونوا قوامين بالقسط شهداء لله يعني إن يكن غنيا أو فقيرا .
وأخرج ابن جرير عن السدي في الآية قال : نزلت في النبي صلى الله عليه وآله اختصم إليه رجلان غني وفقير فكان حلفه مع الفقير يرى أن الفقير لا يظلم الغني فأبى الله إلا أن يقوم بالقسط في الغني والفقير .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال : هذا في الشهادة فأقم الشهادة يا ابن آدم ولو على نفسك أو الوالدين والأقربين أو على ذي قرابتك وأشراف قومك فإنما الشهادة لله وليست للناس وإن الله تعالى رضي بالعدل لنفسه والإقساط والعدل ميزان الله في الأرض به يرد الله من الشديد على الضعيف ومن الصادق على الكاذب ومن المبطل على المحق وبالعدل يصدق الصادق ويكذب الكاذب ويرد المعتدي ويوبخه تعالى ربنا وتبارك وبالعدل يصلح الناس يا ابن آدم إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما يقول الله أولى بغنيكم وفقيركم ولا يمنعك عنى غني ولا فقر فقير أن تشهد عليه بما تعلم فإن ذلك من الحق قال : وذكر لنا أن نبي الله موسى عليه السلام قال : يا رب أي شيء وضعت في الأرض أقل ؟ قال : العدل أقل ما وضعت " .
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وإن تلووا أو تعرضوا يقول : تلوي لسانك بغير الحق وهي اللجلجة فلا يقيم الشهادة على وجهها .
والإعراض الترك .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال تلووا تحرفوا و تعرضوا تتركوا .
وأخرج آدم والبيهقي فب سننه عن مجاهد في قوله وإن تلووا يقول : تبدلوا الشهادة أو تعرضوا يقول : تكتموها .
الآية 136