أخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل قال : أخذ الله مواثيقهم أن يخلصوا له ولا يعبدوا غيره وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا يعني بذلك وبعثنا منهم اثني عشر كفيلا فكفلوا عليهم بالوفاء لله بما وثقوا عليه من العهود فيما أمرهم عنه .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله اثني عشر نقيبا قال : من كل سبط من بني إسرائيل رجال أرسلهم موسى إلى الجبارين فوجدوهم يدخل في كم أحدهم اثنان ولايحمل عنقود عنبهم إلا خمسة أنفس بينهم في خشبة ويدخل في شطر الرمانة اذا نزع حبها خمسة أنفس وأربعة فرجع النقباء كل منهم ينهى سبطه عن قتالهم إلا يوشع بن نون وكالب بن باقية .
أمرا الاسباط بقتال الجبارين ومجاهدتهم فعصوهما وأطاعوا الآخرين فهما الرجلان اللذان انعم الله عليهما فتاهت بنو إسرائيل أربعين سنة يصبحون حيث أمسوا ويمسون حيث أصبحوا في تيههم ذلك فضرب موسى الحجر لكل سبط عينا حجر لهم يحملونه معهم فقال لهم موسى : اشربوا ياحمير .
فنهاه الله عن سبهم وقال : هم خلقي فلا تجعلهم حميرا .
والسبط كل بطن بني فلان .
وأخرج ابن جرير عن السدي قال : أمر الله بني إسرائيل بالسير إلى أريحاء - وهي أرض بيت المقدس - فساروا حتى إذا كانوا قريبا منه أرسل موسى اثني عشر نقيبا من جميع أسباط بني إسرائيل فساروا يريدون أن ياتوه بخبر الجبابرة فلقيهم رجل من الجبارين يقال له عاج فأخذ اثني عشر فجعلهم في حجزته وعلى راسه حزمة حطب فانطلق بهم إلى امرأته فقال : انظري إلى هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يريدون أن يقاتلونا فطرحهم بين يديها فقال : إلا أطحنهم برجلي ؟ فقالت امرأته : بل خل عنهم حتى يخبروا قومهم بما رأوا .
ففعل ذلك فلما خرج القوم قال بعضهم لبعض : ياقوم إنكم ان أخبرتم بني إسرائيل خبر القوم ارتدوا عن نبي الله ولكن اكتموه ثم رجعوا فانطلق عشرة منهم فنكثوا العهد فجعل كل منهم يخبرأخاه وأباه بما رأى من عاج وكتم رجلان منهم فأتوا موسى وهاورن فأخبروهما فذلك حين يقول الله ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا قال : شهيدا من كل سبط رجل شاهد على قومه