قومهم في ذلك وأخبراهم في ذلك أنهم غالبون حتى بلغ ههنا قاعدون .
قال : لما جبن القوم عن عدوهم وتركوا أمر ربهم قال الله فإنها محرمة عليهم أربعين سنة إنما يشربون ماء الاطوار لايهبطون قرية ولامصرا ولايهتدون لها ولا يقدرون على ذلك .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال : حرمت عليهم القرى فكانوا لا يهبطون قرية ولا يقدرون على ذلك إنما يتبعون الاطواء أربعين سنة والاطواء الركايا وذكر لنا أن موسى توفي في الاربعين سنة وأنه لم يدخل بيت المقدس منهم إلا أبناؤهم والرجلان اللذان قالا .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : تاهوا أربعين سنة فهلك موسى وهرون في التيه وكل من جاوز الأربعين سنة فلما مضت الأربعون سنة ناهضهم يوشع بن نون وهو الذي قام بالأمر بعد موسى وهو الذي قيل له اليوم يوم الجمعة فهموا بافتتاحها فدنت الشمس للغروب فخشي ان دخلت ليلة السبت أن يسبتوا فنادى الشمس : إني مأمور وانك مأمورة .
فوقفت حتى افتتحها فوجد فيها من الأموال مالم ير مثله قط فقربوه إلى النار فلم تأت فقال : فيكم غلول فدعا رؤوس الاسباط وهم اثنا عشر رجلا فبايعهم فالتصقت يد رجل منهم بيده فقال : الغلول عندك فأخرجه فأخرج رأس بقرة من ذهب لها عينان من ياقوت وأسنان من لؤلؤ فوضعا مع القربان فأتت النار فأكلتها .
وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال : تاهت بنو اسرائيل أربعين سنة يصبحون حيث أمسوا ويمسون حيث أصبحوا في تيهم .
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال : ان بني اسرائيل لما حرم الله عليهم أن يدخلوا الأرض المقدسة أربعين سنة يتيهون في الأرض شكوا إلى موسى فقالوا : مانأكل ؟ فقال : ان الله سيأتكم بما تأكلون .
قالوا : من أين ؟ قال : ان الله سينزل عليكم خبزا مخبوزا .
فكان ينزل عليهم المن وهو خبز الرقاق ومثل الذرة .
قالوا : وما نأتدم وهل بدلنا من لحم ؟ قال : فان الله يأتيكم به .
قالوا : من أين ؟ فكانت الريح تأتيهم بالسلوى وهو طير سمين مثل الحمام .
فقالوا : فما نلبس ؟ قال : لا يخلق لأحدكم ثوب أربعين سنة .
قالوا : فما نحتذي ؟ قال : لا ينقطع لأحدكم شسع أربعين سنة .
قالوا : فإنه يولد فينا أولاد صغار فما نكسوهم ؟