فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أقسمت عليك إلا رجعت فواقعت أهلك فقال : يا رسول الله إني صائم ! قال : أفطر .
قال : فأفطر وأتى أهله فرجعت الحولاء إلى عائشة قد اكتحلت وامتشطت وتطيبت فضحكت عائشة فقالت : مالك يا حولاء ؟ فقالت : انه أتاها أمس فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والنوم إلا اني أنام وأقوم وأفطر وأصوم وأنكح النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا يقول لعثمان : لا تجب نفسك فان هذا هو الاعتداء وأمرهم أن يكفروا أيمانهم فقال لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم المائدة الآية 89 الآية " .
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد قال " أراد رجال منهم عثمان بن مظعون وعبد الله بن عمرو أن يتبتلوا ويخصوا أنفسهم ويلبسوا المسوح فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم والآية التي بعدها .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة .
أن عثمان بن مظعون وعلي بن أبي طالب وابن مسعود والمقداد بن الأسود وسالما مولى أبي حذيفة وقدامة تبتلوا فجلسوا في البيوت واعتزلوا النساء ولبسوا المسوح وحرموا طيبات الطعام واللباس إلا ما يأكل ويلبس السياحة من بني اسرائيل وهموا بالاختصاء وأجمعوا لقيام الليل وصيام النهار فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم .
الآية .
فلما نزلت بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : ان لأنفسكم حقا ولأعينكم حقا وان لأهلكم حقا فصلوا وناموا وأفطروا فليس منا من ترك سنتنا .
فقالوا : اللهم صدقنا واتبعنا ما أنزلت على الرسول " .
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال " إن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله منهم عثمان بن مظعون حرموا اللحم والنساء على أنفسهم وأخذوا الشفار ليقطعوا مذاكيرهم لكي تنقطع الشهوة عنهم ويتفرغوا لعبادة ربهم فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وآله فقال : ما أردتم ؟ قالوا : أردنا أن نقطع الشهوة عنا ونتفرغ لعبادة ربنا ونلهو عن الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لم أؤمر بذلك ولكني أمرت في ديني أن أتزوج النساء فقالوا : نطيع رسول الله صلى الله عليه وآله فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا