وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبي بن كعب قال : " بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله في صلاة الظهر والناس في الصفوف خلفه فرأيناه تناول شيئا فجعل يتناوله فتأخر فتأخر الناس ثم تأخر الثانية فتأخر الناس فقلت : يا رسول الله رأيناك صنعت اليوم شيئا ما كنت تصنعه في الصلاة ؟ فقال : إنه عرضت علي الجنة بما فيها من الزهرة والنضرة فتناولت قطفا من عنبها ولو أخذته لأكل منه من بين السماء والأرض لا ينقصونه فحيل بيني وبينه وعرضت علي النار فلما وجدت سفعتها تأخرت عنها وأكثر من رأيت فيها النساء إن ائتمن أفشين وإن سألن ألحفن وإذا سئلن بخلن وإذا أعطين لم يشكرن ورأيت فيها عمرو بن لحي يجر قصبه في النار وأشبه من رأيت به معبد بن أكتم الخزاعي فقال معبد : يا رسول الله أتخشى علي من شبهه ؟ قال : لا أنت مؤمن وهو كافر وهو أول من حمل العرب على عبادة الأصنام " .
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون قال : لا يعقلون تحريم الشيطان الذي يحرم عليهم .
وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن أبي موسى في الآية قال : الآباء جعلوا هذا وماتوا ونشأ الأبناء وظنوا أن الله هو جعل هذا فقال الله ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب الآباء فالآباء افتروا على الله الكذب والأبناء أكثرهم لا يعقلون يظنون الله هو الذي جعله .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن أبي موسى في قوله ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب قال : هم أهل الكتاب وأكثرهم لا يعقلون قال : هم أهل الأوثان .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون قال : الذين لا يعقلوهم الأتباع وأما الذين افتروا فعقلوا أنهم افتروا .
- قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون