وأخرج ابن جرير عن حذيفة قال : إن أصحاب الأعراف : تكافأت أعمالهم فقصرت بهم حسناتهم عن الجنة وقصرت بهم سيئاتهم عن النار فجعلوا على الأعراف يعرفون الناس بسيماهم .
فلما قضى بين العباد أذن لهم في طلب الشفاعة فأتوا آدم فقالوا : يا آدم أنت أبونا اشفع لنا عند ربك فقال : هل تعلمون أحدا خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وسبقت رحمة الله إليه غضبه وسجدت له الملائكة غيري ؟ فيقولون : لا .
فيقول : ما علمت كنه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا ابني إبراهيم .
فيأتون إبراهيم فيسألونه أن يشفع لهم عند ربه فيقول : هل تعلمون أحدا اتخذه الله خليلا ؟ هل تعلمون أحدا أحرقه قومه في الله غيري ؟ فيقولون : لا .
فيقول : ما علمت كنه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا ابني موسى .
فيأتون موسى فيقول : هل تعلمون من أحد كلمه الله تكليما وقربه نجيا غيري ؟ فيقولون : لا .
فيقول : ما علمت كنه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا عيسى .
فيأتونه فيقولون : اشفع لنا عند ربك .
فيقول : هل تعلمون أحدا خلقه الله من غير أب غيري ؟ فيقول : هل تعلمون من أحد كان يبرىء الأكمه والأبرص ويحي الموتى بإذن الله غيري ؟ فيقولون : لا .
فيقول : أنا حجيج نفسي ماعلمت كنه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وآله .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فيأتونني فأضرب بيدي على صدري ثم أقول " أنا لها ثم أمشي حتى أقف بين يدي العرش فأثني على ربي فيفتح لي من الثناء ما لم يسمع السامعون بمثله قط ثم أسجد فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول : رب أمتي .
فيقول : هم لك فلا يبقى نبي مرسل ولا ملك مقرب إلا غبطني يومئذ بذلك المقام المحمود فآتي بهم باب الجنة فأستفتح فيفتح لي ولهم فيذهب بهم إلى نهر يقال له نهر الحياة حافتاه قضب من ذهب مكلل باللؤلؤ ترابه المسك وحصباؤه الياقوت فيغتسلون منه فتعود إليهم ألوان أهل الجنة وريح أهل الجنة ويصيرون كأنهم الكواكب الدرية وتبقى في صدورهم شامات بيض يعرفون بها يقال لهم : مساكين أهل الجنة " .
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وهناد بن السري وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في البعث عن حذيفة قال : أصحاب الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم غادرت بهم سيئاتهم عن النار