وأنا أشهد بهما من عند الله فأين ترى أن نجعلهما ؟ قال : أختم بهما آخر ما نزلت من القرآن فختمت بهما براءة .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله لقد جاءكم رسول من أنفسكم الآية .
قال : جعله الله من أنفسهم فلا يحسدونه على ما أعطاه الله من النبوة والكرامة عزيز عليه عنت مؤمنهم حريص على ضالهم أن يهديه الله بالمؤمنين رؤوف رحيم .
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله عزيز عليه ما عنتم قال : شديد عليه ما شق عليكم حريص عليكم أن يؤمن كفاركم .
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله " جاء جبريل فقال لي : يا محمد إن ربك يقرئك السلام وهذا ملك الجبال قد أرسله الله إليك وأمره أن لا يفعل شيئا إلا بأمرك .
فقال له ملك الجبال : إن الله أمرني أن لا أفعل شيئا إلا بأمرك إن شئت دمدمت عليهم الجبال وإن شئت رميتهم بالحصباء وإن شئت خسفت بهم الأرض .
قال : يا ملك الجبال فإني آتي بهم لعله أن يخرج منهم ذرية يقولون : لا إله إلا الله .
فقال ملك الجبال عليه السلام : أنت كما سماك ربك رؤوف رحيم " .
وأخرج ابن مردويه عن أبي صالح الحنفي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله " إن الله رحيم ولا يضع رحمته إلا على رحيم .
قلنا : يا رسول الله كلنا نرحم أموالنا وأولادنا .
قال : ليس بذلك ولكن كما قال الله لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " .
وأخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال " لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة جاءته جهينة فقالوا له : إنك قد نزلت بين أظهرنا فأوثق لنا نأمنك وتأمنا .
قال : ولم سألتم هذا ؟ قالوا : نطلب الأمن فأنزل الله تعالى هذه الآية لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم الآية " .
وأخرج ابن سعد عن أبي صالح الحنفي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله " إن الله رحيم يحب الرحيم يضع رحمته على كل رحيم .
قالوا : يا رسول الله إنا لنرحم أنفسنا وأموانا وأزواجنا .
قال : ليس كذلك ولكن كونوا كما قال الله : لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم "