وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله يتلونه حق تلاوته قال : يتكلمونه كما أنزل الله ولا يكتمونه .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به قال : منهم أصحاب محمد الذين آمنوا بآيات الله وصدقوا بها .
قال : وذكر لنا أن ابن مسعود كان يقول : والله إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرأه كما أنزله الله ولا يحرف عن مواضعه .
قال : وحدثنا عمر بن الخطاب قال : لقد مضى بنو إسرائيل وما يعني بما تسمعون غيركم وأخرج وكيع وابن جرير عن الحسن في قوله يلتونه حق تلاوته قال : يعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه ويكلون ما أشكل عليهم إلى عالمه .
وأخرج ابن جرير عن مجاهد يلتونه حق تلاوته قال : يتبعونه حق اتباعه .
قوله تعالى : وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين .
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال : ابتلاه الله بالطهارة خمس في الراس وخمس في الجسد في الرأس قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس .
وفي الجسد تقليم الأظفار وحلق العانة والختان ونتف الإبط وغسل مكان الغائط والبول بالماء .
وأخرج ابن اسحق وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الكلمات التي ابتلي بهن إبراهيم فأتمهن فراق قومه في الله حين أمر بمفارقتهم ومحاجته نمرود في الله حين وقفه على ما وقفه عليه من خطر الأمر الذي فيه خلافهم وصبره على قذفهم إياه في النار ليحرقوه في الله والهجرة بعد ذلك من وطنه وبلاده حين أمره بالخروج عنهم وما أمره به من الضيافة والصبر عليها وما بتلي به من ذبح ولده .
فلما مضى على ذلك كله وأخلصه البلاء قال الله له أسلم قال أسلمت لرب العالمين البقرة الآية 131