السلام فقلت : من أنتن ؟ فقلن : خيرات حسان .
نساء قوم أبرار نقوا فلم يدرنوا وأقاموا فلم يظعنوا وخلدوا فلم يموتوا .
ثم انصرفت فلم ألبث إلا يسيرا حتى اجتمع ناس كثير ثم أذن مؤذن وأقيمت الصلاة فقمنا صفوفنا فانتظرنا من يؤمنا فأخذ جبريل بيدي فقدمني .
فصليت بهم فلما انصرفت قال جبريل : يا محمد أتدري من صلى خلفك ؟ قلت : لا .
قال : صلى خلفك كل نبي بعثه الله .
ثم أخذ بيدي فصعد بي إلى السماء فلما انتهينا إلى الباب استفتح قالوا : من أنت ؟ قال : جبريل .
قيل : ومن معك ؟ قال : محمد .
قالوا : وقد بعث إليه ؟ قال : نعم .
ففتحوا له وقالوا : مرحبا بك وبمن معك .
فلما استوى على ظهرها إذا فيها آدم .
فقال لي جبريل : ألا تسلم على أبيك آدم ؟ قلت : بلى .
فأتيته فسلمت عليه فرد علي وقال لي : مرحبا بابني والنبي الصالح .
ثم عرج بي إلى السماء الثانية فاستفتح فقالوا له مثل ذلك فإذا فيها عيسى ويحيى .
ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فاستفتح فقالوا له مثل ذلك فإذا فيها يوسف .
ثم عرج بي إلى السماء الرابعة فاستفتح قالوا له مثل ذلك فإذا فيها إدريس .
ثم عرج بي إلى السماء الخامسة فاستفتح فقالوا له مثل ذلك فإذا فيها هارون .
ثم عرج بي إلى السماء السادسة فاستفتح فقالوا له مثل ذلك فإذا فيها موسى .
ثم عرج بي إلى السماء السابعة فاستفتح فقالوا له مثل ذلك فإذا فيها إبراهيم .
ثم انطلق بي على ظهر السماء السابعة حتى انتهى بي إلى نهر عليه خيام الياقوت واللؤلؤ والزبرجد وعليه طير خضر أنعم طير رأيت .
فقلت : يا جبريل إن هذا الطير لناعم .
قال : يا محمد آكله أنعم منه .
ثم قال : أتدري أي نهر هذا ؟ قلت : لا .
قال : الكوثر الذي أعطاك الله إياه فإذا فيه آنية الذهب والفضة تجري على رضراض من الياقوت والزمرد ماؤه أشد بياضا من اللبن فأخذت من آنية فاغترفت من ذلك الماء فشربت فإذا هو أحلى من العسل وأشد رائحة من المسك .
ثم انطلق بي حتى انتهى إلى الشجرة فغشيتني سحابة فيها من كل لون فرفضني جبريل وخررت ساجدا لله .
فقال الله لي : يا محمد إني يوم خلقت السماوات والأرض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة فقم بها أنت وأمتك .
ثم انجلت عني السحابة وأخذ بيدي جبريل فانصرفت سريعا فأتيت على إبراهيم فلم يقل لي شيئا ثم أتيت على موسى فقال : ما صنعت يا محمد ؟ قلت :