لي قدما وسوادا فلو نحيتهم إذا دخلنا عليك فإذا خرجنا أذنت لهم إذا شئت .
فلما خرج أنزل الله واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم إلى قوله : وكان أمره فرطا .
وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قال : نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في بعض أبياته واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي فخرج يلتمسهم فوجد قوما يذكرون الله فيهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد فلما رآهم جلس معهم وقال : " الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمري أن أصبر نفسي معهم " .
وأخرج البزار عن بي هريرة وأبي سعيد قالا : جاء رسول الله صلى الله عليه وآله رجل يقرأ سورة الحجر وسورة الكهف فسكت فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم " .
وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر من طريق عمر بن ذر عن أبيه : " أن رسول الله صلى الله عليه وآله انتهى إلى نفر من أصحابه - منهم عبد الله بن رواحة - يذكرهم بالله فلما رآه عبد الله سكت فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : ذكر أصحابك .
فقال : يا رسول الله أنت أحق .
فقال : أما إنكم الملأ الذين أمرني أن أصبر نفسي معهم ثم تلا واصبر نفسك الآية " .
وأخرج الطبراني في الصغير وابن مردويه من طريق عمر بن ذر : حدثني مجاهد عن ابن عباس قال : مر النبي صلى الله عليه وآله بعبد الله بن رواحة وهو يذكر أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " أما إنكم للملأ الذين أمرني الله أن أصبر نفسي معهم .
ثم تلا واصبر نفسك الآية .
قال : إنه ما جلس عدتكم إلا جلس معه عدتهم جليسهم من الملائكة إن سبحوا الله سبحوه وإن حمدوا الله حمدوه وإن كبروا الله كبروه .
يصعدون إلى الرب وهو أعلم فيقولون : ربنا إن عبادك سبحوك فسبحنا وكبروك فكبرنا وحمدوك فحمدنا .
فيقول ربنا : يا ملائكتي أشهدكم أني قد غفرت لهم .
فيقولون : فيهم فلان الخطاء .
فيقول : هم القوم لا يشقى بهم جليسهم " .
وأخرج أحمد عن أبي أمامة قال : " خرج رسول الله صلى الله عليه وآله على قاص يقص