أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : إذا انتبذت أي انفردت من أهلها مكانا شرقيا قال : قبل المشرق شاسعا متنحيا .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : انتذبت من أهلها مكانا شرقيا قال : مكانا أظلتها الشمس أن يراها أحد منهم .
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : إنما اتخذت النصارى المشرق قبلة لأن مريم اتخذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذا ميلاده قبلة وإنما سجدت اليهود على حرف حين نتق فوقهم الجبل فجعلوا يتخوفون وهم ينظرون إليه يتخوفون أن يقع عليهم فسجدوا سجدة رضيها الله فاتخذوها سنة .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : إن أهل الكتاب كتب عليهم الصلاة إلى البيت والحج إليه وما صرفهم عنه إلا قول ربك : فانتبذت من أهلها مكانا شرقيا قال : خرجت منهم مكانا شرقيا فصلوا قبل مطلع الشمس .
وأخرج ابن عساكر من طريق داود بن أبي هند عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما بلغت مريم فإذا هي في بيتها منفصلة إذ دخل عليها رجل بغير إذن فخشيت أن يكون دخل عليها ليغتالها فقالت : إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال : إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا قالت : أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا قال : كذلك قال ربك فجعل جبريل يردد ذلك عليها وتقول : أنى يكون لي غلام وتغفلها جبريل فنفخ في جيب درعها ونهض عنها واستمر بها حملها فقالت : إن خرجت نحو المغرب فالقوم يصلون نحو المغرب ولكن أخرج نحو المشرق حيث لا يراني أحد فخرجت نحو المشرق فبينما هي تمشي إذ جاءها المخاض فنظرت هل تجد شيئا تستر به ؟ فلم تر إلا جذع النخلة فقال : أستتر بهذا الجذع من الناس .
وكان تحت الجذع نهر يجري فانضمت إلى النخلة فلما وضعته خر كل شيء يعبد من دون الله في مشارق الأرض ومغاربها ساجدا لوجهه .
وفزع إبليس فخرج فصعد فلم ير شيئا ينكره وأتى المشرق فلم ير شيئا ينكره وجعل لا يصبر فأتى المغرب لينظر فلم ير شيئا ينكره .
فبينا هو يطوف إذ مر بالنخلة فإذا هو بامرأة معها