بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط أي لا تمل واهدنا إلى سواء الصراط أي أعدله وخيره إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة يعني تسعا وتسعين امرأة لداود وللرجل نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب أي قهرني وظلمني قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب قال : سجد أربعين ليلة حتى أوحى الله إليه : إني قد غفرت لك .
قال : رب كيف تغفر لي وأنت حكم عدل لا تظلم أحدا ؟ قال " إني أقضيك له ثم استوهبه دمك ثم أثيبه من الجنة حتى يرضى " قال : الآن طابت نفسي وعلمت أن قد غفرت لي .
قال الله تعالى فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب .
وأخرج أحمد في الزهد عن أبي عمران الجوني Bه في قوله وهل أتاك نبأ الخصم فجلسا فقال لهما قضاء فقال أحدهما إلى الآخر أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب فعجب داود عليه السلام وقال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه فأغلظ له أحدهما وارتفع .
فعرف داود إنما ذلك بذنبه فسجد فكان أربعين يوما وليلة لا يرفع رأسه إلا إلى صلاة الفريضة حتى يبست وقرحت جبهته وقرحت كفاه وركبتاه فأتاه ملك فقال : يا داود إني رسول ربك إليك وإنه يقول لك ارفع رأسك فقد غفرت لك فقال : يا رب كيف وأنت حكم عدل كيف تغفر لي ظلامة الرجل ؟ فترك ما شاء الله ثم أتاه ملك آخر فقال : يا داود إني رسول ربك إليك وإنه يقول لك إنك تأتيني يوم القيامة وابن صوريا تختصمان إلي فأقضي له عليك ثم أسألها إياه فيهبها لي ثم أعطيه من الجنة حتى يرضى .
وأخرج ابن جرير والحاكم عن السدي قال : إن داود عليه السلام قد قسم الدهر ثلاثة أيام .
يوما يقضي فيه بين الناس ويوما يخلو فيه لعبادة ربه ويوما يخلو فيه بنسائه وكان له تسع وتسعون امرأة وكان فيما يقرأ من الكتب قال : يا رب أرى الخير قد ذهب به آبائي الذين كانوا قبلي .
فأعطني مثل ما أعطيتهم وافعل بي مثل ما فعلت بهم .
فأوحى الله إليه " إن آباءك قد ابتلوا ببلايا لم تبتل بها .
ابتلي