فقال : يا قوم أطيعوني في هذا اليوم واعصوني بعده فوالله لقد سمعت من هذا الرجل كلاما ما سمعت مثله قط وما دريت ما أرد عليه .
وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن شهاب Bه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله مصعب بن عمير فنزل في بني غنم على أسعد بن زرارة فجعل يدعو الناس فجاء سعد بن معاذ فتوعده فقال له أسعد بن زرارة : اسمع من قوله ؟ فإن سمعت منكرا فاردده يا هذا وإن سمعت حقا فأجب إليه .
فقال : ماذا تقول ؟ فقرأ مصعب حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لقوم يعقلون قال : سعد بن معاذ Bه : ما أسمع إلا ما أعرف فرجع وقد هداه الله .
وأخرج البيهقي في الدلائل وابن عساكر عن جابر بن عبد الله Bه قال : قال أبو جهل والملأ من قريش : قد انتشر علينا أمر محمد صلى الله عليه وآله فلو التمستم رجلا عالما بالسحر والكهانة والشعر .
فقال عتبة .
علمت من ذلك علما وما يخفى علي إن كان كذلك فأتاه فلما أتاه قال له : يا محمد أنت خير أم هاشم أنت خير أم عبد المطلب .
فلم يجبه قال : فيم تشتم آلهتنا وتضلل آباءنا ؟ فإن كنت إنما بك الرياسة عقدنا ألويتنا لك فكنت رأسنا ما بقيت وإن كان بك الباءة زوجناك عشرة نسوة تختار من أي بنات قريش وإن كان بك المال جمعنا لك من أموالنا ما تستغني به أنت وعقبك من بعدك - ورسول الله صلى الله عليه وآله ساكت لا يتكلم - فلما فرغ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا فقرأ حتى بلغ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود فأمسك عتبة على فيه وناشده الرحم أن يكف عنه لم يخرج إلى أهله واحتبس عنهم فقال أبو جهل : يا معشر قريش ما نرى عتبة إلا قد صبأ إلى محمد وأعجبه طعامه وما ذاك إلا من حاجة أصابته انتقلوا بنا إليه .
فأتوه فقال أبو جهل : والله يا عتبة ما حسبنا إلا أنك صبوت إلى محمد وأعجبك أمره فإن كنت بك حاجة جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن محمد .
فغضب وأقسم بالله لا يكلم محمد أبدا وقال : لقد علمتم أني أكثر قريش مالا ولكني أتيته .
فقص عليهم القصة فأجابني بشيء والله ما هو بسحر ولا شعر ولا كهانة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا