معي إلا من يهب نفسه لله حتى نلقاهم فنقاتل حتى يحكم الله بيني وبينهم فينتدب معه سبعون ألفا ويزيدون على ذلك فيقول حسبي سبعون ألفا لا تحملهم الأرض وفيهم عين لعدوهم فيأتيهم فيخبرهم بالذي كان فيسيرون إليهم حتى إذا التقوا سألوا أن يخلي بينهم وبين من كان بينهم وبينه نسب فيدعونهم فيقولون ما ترون فيما يقولون فيقول : ما أنتم بأحق بقتالهم ولا أبعد منهم فيقول : فعندكم فأكسروا أغمادكم فيسل الله سيفه عليهم فيقتل منهم الثلثان ويقر في السفن الثلث وصاحبهم فيهم حتى إذا تراءت لهم جبالهم بعث الله عليهم ريحا فردتهم إلى مراسيهم من الشام فأخذوا فذبحوا عند أرجل سفنهم عند الساحل فيومئذ تضع الحرب أوزارها " .
أما قوله تعالى : ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم .
أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة Bه ذلك ولو يشاء لانتصر منهم قال : أي والله بجنوده الكثيرة كل خلقه له جند فلو سلط أضعف خلقه لكان له جندا .
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج Bه في قوله ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم قال : لأرسل عليهم ملكا فدمر عليهم وفي قوله والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم قال : نزلت فيمن قتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله يوم أحد .
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم Bه أنه قرأ " والذين قاتلوا " بالألف .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة Bه في قوله والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم الآية .
قال : ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في يوم أحد ورسول الله صلى الله عليه وآله في الشعب وقد فشت فيهم الجراحات والقتل وقد نادى المشركون يومئذ : أعل هبل ونادى المسلمون الله أعلى وأجل ففادى المشركون يوم بيوم بدر وإن الحرب سجال لنا عزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " قولوا الله مولانا ولا مولى لكم إن القتلى مختلفة أما قتلانا فأحياء يرزقون وأما قتلاكم ففي النار يعذبون " .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد Bه ويدخلهم الجنة عرفها لهم قال : يهدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم وحيث قسم الله لهم منها لا يخطئون كأنهم ساكنوها منذ خلقوا لا يستدلون عليها أحدا