أن لا أغمده حتى تقول : محمد الأعز وأنا الأذل .
فقال : ويلك محمد الأعز وأنا الأذل فبلغت رسول الله صلى الله عليه وآله فأعجبته وشكرها له .
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : لما قدموا المدينة سل عبد الله بن عبد الله بن أبي على أبيه السيف وقال : لأضربنك أو تقول : أنا الأذل ومحمد الأعز .
فلم يبرح حتى قال ذلك .
وأخرج ابن أبي شيبة عن عروة بن الزبير Bه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة بني المصطلق لما أتوا المنزل كان بين غلمان من المهاجرين وغلمان من الأنصار فقال غلمان من المهاجرين : يا للمهاجرين وقال غلمان من الأنصار : يا للأنصار فبلغ ذلك عبد الله بن أبي بن سلول فقال : أما والله لو أنهم لم ينفقوا عليهم انفضوا من حوله أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل .
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله فأمر بالرحيل فأدرك ركبا من بني عبد الأشهل في المسير فقال لهم : " ألم تعلموا ما قال المنافق عبد الله بن أبي ؟ " قالوا : وماذا قال : يا رسول الله ؟ قال : " قال أما والله لو لم تنفقوا عليهم لانفضوا من حوله أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل " قالوا : صدق يا رسول الله فأنت والله الأعز العزيز وهو الذليل .
وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين Bه أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان معسكرا وأن رجلا من قريش كان بينه وبين رجل من الأنصار كلام حتى اشتد الأمر بينهما فبلغ ذلك عبد الله بن أبي فخرج فنادي : غلبني على قومي من لا قوم له فبلغ ذلك عمر بن الخطاب Bه فأخذ سيفه ثم خرج عامدا ليضربه فذكر هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله سورة الحجرات الآية1 فرجع حتى دخل على النبي صلى الله عليه وآله فقال : مالك يا عمر ؟ قال : العجب من ذلك المنافق يقول غلبني على قومي من لا قوم له والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل قال النبي صلى الله عليه وآله : قم فناد في الناس يرتحلوا فارتحلوا فساروا حتى إذا كان بينهم وبين المدينة مسيرة ليلة فعجل عبد الله بن عبد الله بن أبي حتى أناخ بجامع طرق المدينة ودخل الناس حتى جاء أبوه عبد الله بن أبي فقال : وراءك .
فقال : مالك ويلك ؟ قال : والله لا تدخلها أبدا إلا أن يأذن رسول الله ليعلمن اليوم من الأعز من الأذل .
فرجع حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وآله فشكا إليه ما صنع ابنه