كأسرع البهائم ثم كذلك يجيء الرجل سعيا حتى يجيء الرجل مشيا حتى يجيء آخرهم رجل يتكفأ على بطنه فيقول : يا رب أبطأت بي فيقول : إنما أبطأ بك عملك ثم يأذن الله في الشفاعة فيكون أول شافع جبريل ثم إبراهيم خليل الله ثم موسى أو قال عيسى ثم يقوم نبيكم صلى الله عليه وآله رابعا لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه وهو المقام المحمود الذي وعده الله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا سورة الإسراء الآية 79 فليس من نفس إلا تنظر إلى بيت في الجنة وبيت في النار وهو يوم الحسرة فيرى أهل النار البيت الذي في الجنة فيقال : لو عملتم ويرى أهل الجنة البيت الذي في النار فيقال : لولا أن من الله عليكم ثم يشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون فيشفعهم الله ثم يقول : أنا أرحم الراحمين فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق برحمته حتى ما يترك فيها أحدا فيه خير .
ثم قرأ عبد الله يا أيها الكفار ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين سورة المدثر الآية 42 إلى قوله : وكنا نكذب بيوم الدين سورة المدثر الآية 46 قال : ترون في هؤلاء أحدا فيه خير لا وما يترك فيها أحدا فيه خير فإذا أراد الله أن لا يخرج منها أحدا غير وجوههم وألوانهم فيجيء الرجل من المؤمنين فيشفع فيقال له : من عرف أحدا فيخرجه فيجيء الرجل فينظر فلا يعرف أحدا فيقول الرجل للرجل : يا فلان أنا فلان فيقول : ما أعرفك فيقولون : ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون سورة المؤمنون الآية 107 فيقول : اخسؤوا فيها ولا تكلمون سورة المؤمنون الآية 108 فإذا قال ذلك أطبقت عليهم فلم يخرج منهم بشر .
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : ولا تكنن كصاحب الحوت قال : تغاضب كما غاضب يونس .
وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وابن المنذر عن قتادة ولا تكن كصاحب الحوت قال : لا تعجل كما عجل ولا تغاضب كما غاضب