ثبتت فيه المقادير وجرت فيه الأقلام أم في شيء نستقبل فيه العمل ؟ قال : بل في شيء ثبتت فيه المقادير وجرت فيه الأقلام " .
قال سراقة : ففيم العمل إذن يا رسول الله ؟ قال : اعملوا فكل ميسر لما خلق له وقرأ رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الآية فأما من أعطى واتقى إلى قوله : فسنيسره للعسرى .
وأخرج ابن قانع وابن شاهين وعبدان كلهم في الصحابة عن بشير بن كعب الأسلمي أن سائلا سأل رسول الله صلى الله عليه وآله فيم العمل قال : " فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير فاعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى " .
وأخرج الحاكم وصححه عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : قال أبو قحافة لأبي بكر : أراك تعتق رقابا ضعافا فلو أنك إذ فعلت ما فعلت أعتقت رجالا جلدا يمنعونك ويقومون دونك فقال : يا أبت إنما أريد وجه الله فنزلت هذه الآية فيه : فأما من أعطى واتقى إلى قوله : وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى .
وأخرج البزار وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن عدي وابن مردويه وابن عساكر من وجه آخر عن عامر بن الزبير عن أبيه قال : نزلت هذه الآية وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى في أبي بكر الصديق .
وأخرج ابن جرير عن سعيد قال : نزلت وما لأحد عنده من نعمة تجزى في أبي بكر أعتق ناسا لم يلتمس منهم جزاء ولا شكورا ستة أو سبعة منهم بلال وعامر بن فهيرة .
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : وسيجنبها الأتقى قال : هو أبو بكر الصديق .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله : وما لأحد عنده من نعمة تجزى يقول : ليس به مثابة الناس ولا مجازاتهم إنما عطيته لله