إلى النبي صلى الله عليه وآله قالت قريش : بتر محمد منا فنزلت إن شانئك هو الأبتر .
وأخرج البزار وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال : قدم كعب بن الأشرف مكة فقالت له قريش : أنت خير أهل المدينة وسيدهم ألا ترى إلى هذا الصابئ المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السقاية وأهل السدانة ؟ قال : أنتم خير منه .
فنزلت إن شانئك هو الأبتر ونزلت ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب سورة النساء الآية 15 - 25 إلى قوله : فلن تجد له نصيرا .
وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي أيوب قال : لما مات إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وآله مشى المشركون بعضهم إلى بعض فقالوا : إن هذا الصابئ قد بتر الليلة فأنزل الله إنا أعطيناك الكوثر إلى آخر السورة .
وأخرج ابن سعد وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : كان أكبر ولد رسول الله صلى الله عليه وآله القاسم ثم زينب ثم عبد الله ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية فمات القاسم وهو أول ميت من ولده بمكة ثما مات عبد الله فقال العاصي بن وائل السهمي : قد انقطع نسله فهو أبتر فأنزل الله إن شانئك هو الأبتر .
وأخرج ابن عساكر من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس قال : ولدت خديجة من النبي صلى الله عليه وآله عبد الله ثم أبطأ عليه الولد من بعده فبينما رسول الله صلى الله عليه وآله يكلم رجلا والعاصي بن وائل ينظر إليه إذ قال له رجل : من هذا ؟ قال : هذا الأبتر يعني النبي صلى الله عليه وآله فكانت قريش إذا ولد للرجل ثم أبطأ عليه الولد من بعده قالوا هذا الأبتر فأنزل الله إن شانئك هو الأبتر أي مغضك هو الأبتر الذي بتر من كل خير .
وأخر البيهقي في الدلائل عن محمد بن علي قال : كان القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله قد بلغ أن يركب على الدابة ويسير على النجيبة فلما قبضه الله قال عمرو بن العاصي : لقد أصبح محمد أبتر من ابنه فأنزل الله إنا أعطيناك الكوثر عوضا يا محمد عن مصيبتك بالقاسم فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر قال البيهقي : هكذا روي بهذا الإسناد وهو ضعيف والمشهور أنها نزلت في العاصي بن وائل