ودموعه تسيل فقالت له امرأته لقد كان لك من هذا مندوحة ولو شئت لكفيت فقال فأنا أبو ذر وهذا عيشي فان رضيت والا فتحت كنف الله قال فكأنما ألقمها حجرا حتى اذا أنضج ما في قدره جاء بصحفة فكسر فيها خبزا له غليظا ثم جاء بالذي كان في القدر فكدره عليه ثم جاء به الى امرأته ثم قال ادن فأكلنا جميعا ثم أمر جاريته أن تسقينا فسقننا مذقة من لبن معزاه فقلت يا أبا ذر لو اتخذت في بيتك عيشا فقال عباد الله أتريدون من الحساب اكثر من هذا أليس هذا مثال نرقد عليه وعباءة نبسطها وكساء نلبسه وبرمه نطبخ فيها وصحفة ناكل منها وبطة فيها زيت وغرارة فيها دقيق أتريد لي من الحساب اكثر من هذا قلت فان عطاءك أربع مائة دينار وأنت في شرف من العطاء فاين يذهب عطاءك فقال أما اني لن اعمى عليك لي بهذه القرية وأشار الى قرية بالشام ثلثون فرسا فإذا خرج عطائي اشتريت لهم علفا وارزاقا لمن يقوم عليها ونفقة لأهلي فان بقي منه شيء اشتريت به فلوسا فجعلت عند نبطي ههنا فان احتاج اهلي الى لحم اخذوا منه وان احتاجوا الى شيء اخذوا منه ثم احمل عليها في سبيل الله ليس عند آل أبي ذر دينار ولا درهم .
باب في طلب الحلال .
590 - أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا جعفر بن حيان عن الحسن في قول الله تعالى الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له قال يخير له .
591 - أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا