وقال مبينا أن النفع والضر بيده لا بيد غيره بقوله وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله .
وأخبر الله سبحانه وتعالى أنه يبكت المسيحيين ويوبخهم على عبادتهم للمسيح وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد .
فانظروا كيف يتبرأ المسيح من عباده المسيحيين ويقول ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم .
والله يعلم أن المسيح لم يأمر بعبادته ولا يرضى بذلك ولكن يريد الله من هذه الآيات أن يبين للناس أن عبادة المسيح الذي هو من الأنبياء المرسلين لا تجوز بل ويكون شركا فكيف بعبادة غيره من الأولياء ومن الأشجار ومن الغيران والكهوف