وعلى هذا يحمل ما أخرجه الطبراني في معجمه الكبير أنه كان في زمن النبي A منافق يؤذي المؤمنين فقال أبو بكر Bه قوموا بنا نستغيث برسول الله A وآله وسلم من هذا المنافق فقال صلى الله عليه وآله سلم إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله فمراده A أنه لا يستغاث به فيما لا يقدر عليه إلا الله وأما ما يقدر عليه المخلوق فلا مانع من ذلك مثل أن يستغيث المخلوق بالمخلوق ليعينه على حمل حجر أو يحول بينه وبين عدوه الكافر أو يدفع عنه سبعا صائلا أو لصا أو نحو ذلك .
وقد ذكر أهل العلم أنه يجب على كل مكلف أن يعلم أن لا غياث ولا مغيث على الإطلاق إلا الله سبحانه وأن كل غوث من عنده وإذا حصل شيء من ذلك على يد غيره فالحقيقة له سبحانه ولغيره مجاز ومن أسمائه المغيث والغياث قال أبو عبد الله الحليمي الغياث هو المغيث وأكثر ما يقال غياث المستغيثين ومعناه المدرك عباده في الشدائد إذا دعوه ومجيبهم ومخلصهم وفي خبر الاستسقاء في الصحيحين اللهم أغثنا إغاثة وغياثة وغوثا وهو في معنى المجيب والمستجيب قال تعالى إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم إلا أن الإغاثة