وقوله أين شركاؤكم سؤال توبيخ والمراد بشركاؤكم الأوثان وإنما أضافها إليهم لأنهم زعموا أنها شركاء الله .
وفي معنى يزعمون قولان أحدهما يزعمون أنهم شركاء مع الله والثاني يزعمون أنها تشفع لهم .
ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين .
قوله تعالى ثم لم تكن فتنتهم قرأ ابن كثير وابن عامر وحفص بم عاصم ثم لم تكن بالتاء فتنتهم بالرفع وقرأ نافع وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم تكن بالتاء أيضا فتنتهم بالنصب وقد رويت عن ابن كثير ايضا وقرأ حمزة والكسائي يكن بالياء فتنتهم بالنصب .
وفي الفتنة أربعة أقوال .
أحدها أنها بمعنى الكلام والقول قال ابن عباس والضحاك لم يكن كلامهم .
والثاني أنها المعذرة قال قتادة وابن زيد لم تكن معذرتهم قال ابن الأنباري فالمعنى اعتذروا بما هو مهلك لهم وسبب لفضيحتهم .
والثالث أنها بمعنى البلية قال عطاء الخراساني لم تكن بليتهم وقال ابو عبيد لم تكن بليتهم التي ألزمتهم الحجة وزادتهم لائمة .
والرابع أنها بمعنى الافتتان والمعنى لم تكن عاقبة فتنتهم .
قال الزجاج لم يكن افتتانهم بشركهم وإقامتهم عليه إلا أن تبرؤوا منه ومثل ذلك في اللغة أن ترى إنسانا يحب غاويا فاذا وقع في هلكة تبرأ منه فيقول ما كانت محبتك لفلان إلا أن انتفيت منه قال وهذا تأويل لطيف لا يعرفه إلا من عرف معاني الكلام وتصرف العرب في ذلك