وقال الأخفش إذا رفعت جعلته على مثل اليمين كأنهم قالوا ولا نكذب والله بآيات ربنا ونكون والله من المؤمنين وقرأ حمزة إلا العجلي وحفص عن عاصم ويعقوب بنصب الباء من نكذب والنون من نكون .
قال مكي بن أبي طالب وهذا النصب على جواب التمني وذلك بإضمار أن حملا على مصدر نرد فأضمرت أن لتكون مع الفعل مصدرا فعطف بالواو مصدرا على مصدر وتقديره يا ليت لنا ردا وانتفاءا من التكذيب وكونا من المؤمنين وقرأ ابن عامر برفع الباء من نكذب ونصب النون من نكون فالرفع قد بينا علته والنصب على جواب التمني .
بل بدل لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين .
قوله تعالى بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل بل هاهنا رد لكلامهم أي ليس الأمر على ما قالوا من أنهم لو ردوا لآمنوا .
وقال الزجاج بل استدراك وإيجاب بعد نفي تقول ما جاء زيد بل عمرو وفي معنى الآية أربعة أقوال .
أحدها بدا ما كان يخفيه بعضهم عن بعض قاله الحسن .
والثاني بدا بنطق الجوارح ما كانوا يخفون من قبل بألسنتهم قاله مقاتل .
والثالث بدا لهم جزاء ما كانوا يخفونه قاله المبرد