قوله تعالى قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله يعني الأصنام وفي معنى تدعون قولان أحدهما تدعونهم آلهة .
والثاني تعبدون قاله ابن عباس وأهواءهم دينهم قال الزجاج أراد إنما عبدتموها على طريق الهوى لا على طريق البينة والبرهان ومعنى إذا معنى الشرط والمعنى قد ضللت إن عبدتها وقرأ طلحة وابن أبي ليلى قد ضللت بكسر اللام .
قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا الله يقص الحق وهو خير الفاصلين .
قوله تعالى قل إني على بينة من ربي سبب نزولها أن النضر بن الحارث وسائر قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد ائتنا بالعذاب الذي تعدنا به استهزاء وقام النضر عند الكعبة وقال اللهم إن كان ما يقول حقا فائتنا بالعذاب فنزلت هذه الآية رواه أبو صالح عن ابن عباس فأما البينة فهي الدلالة التي تفصل بين الحق والباطل قال الزجاج أنا على أمر بين لا متبع لهوى .
قوله تعالى وكذبتم به في هاء الكناية ثلاثة أقوال .
أحدها أنها ترجع إلى الرب والثاني ترجع إلى البيان والثالث ترجع إلى العذاب الذي طلبوه استهزاء .
قوله تعالى ما عندي ما تستعجلون به أي ما بيدي وفي الذي استعجلوا به قولان .
أحدهما أنه العذاب قاله ابن عباس والحسن .
والثاني أنه الآيات التي كانوا يقترحونها ذكره الزجاج