قوله تعالى ومن ذريته في هاء الكناية قولان .
أحدهما أنها ترجع إلى نوح رواه أبو صالح عن ابن عباس واختاره الفرا ومقاتل وابن جرير الطبري .
والثاني إلى إبراهيم قاله عطاء وقال الزجاج كلا القولين جائز لأن ذكرهما جميعا قد جرى واحتج ابن جرير للقول الأول بأن الله تعالى ذكر في سياق الآيات لوطا وليس من ذرية إبراهيم وأجاب عنه أبو سليمان الدمشقي بأنه يحتمل أن يكون أراد ووهبنا له لوطا في المعاضدة والنصرة ثم قوله وكذلك نجزي المحسنين من أبين دليل على انه إبراهيم لأن افتتاح الكلام إنما هو بذكر ما أثاب به إبراهيم فأما يوسف فهو اسم أعجمي قال الفراء يوسف بضم السين من غير همز لغة أهل الحجاز وبعض بني أسد يقول يؤسف بالهمز وبعض العرب يقول يوسف بكسر السين وبعض بني عقيل يقول يوسف بفتح السين .
قوله تعالى وكذلك نجزي المحسنين أي كما جزينا إبراهيم على توحيده وثباته على دينه بأن رفعنا درجته ووهبنا له أولادا أنبياء أتقياء كذلك نجزي المحسنين فأما عيسى وإلياس واليسع ولوطا فأسماء أعجمية وجمهور القراء يقرؤون اليسع بلام واحدة مخففا منهم ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر وقرأ حمزة والكسائي هاهنا وفي صلى الله عليه وسلم إلليسع بلامين مع التشديد قال الفراء وهي أشبه بالصواب وبأسماء الأنبياء من بني إسرائيل ولأن العرب لا تدخل على يفعل إذا كان في معنى فلان ألفا ولاما يقولون