والثاني اقتد بهم في صبرهم قاله الزجاج وكان ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعامص يثبتون الهاء من قوله اقتده في الوصل ساكنة وكان حمزة وخلف ويعقوب والكسائي عن أبي بكر واليزيدي في اختياره يحذفون الهاء في الوصل ولا خلاف في إثباتها في الوقف وإسكانها فيه .
قوله تعالى قل لا أسألكم عليه أجرا يعني على القرآن والذكرى العظة والعالمون هاهنا الجن والإنس .
وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم مالم تعلموا انتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون .
قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره في سبب نزولها سبعة اقوال .
أحدها أن مالك بن الصيف رأس اليهود أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى أتجد فيها أن الله يبغض الحبر السمين قال نعم قال فأنت الحبر السمين فغضب ثم قال ما أنزل الله على بشر من شيء فنزلت هذه الآية رواه أبو صالح عن ابن عباس وكذلك قال سعيد بن جبير وعكرمة نزلت في مالك بن الصيف .
والثاني أن اليهود قالوا يا محمد أنزل الله عليك كتابا قال نعم قالوا والله ما أنزل الله من السماء كتابا فنزلت هذه الآية رواه الوالبي عن ابن عباس .
والثالث أن اليهود قالوا يا محمد إن موسى جاء بألواح يحملها من عند الله فائتنا بآية كما جاء موسى فنزل يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا