يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة فقيد النظر إليه بالقيامة وأطلق في هذه الآية والمطلق يحمل على المقيد .
وقوله تعالى وهو يدرك الأبصار فيه القولان قال الزجاج وفي هذا الإعلام دليل على أن خلقه لا يدركون الأبصار أي لا يعرفون حقيقة البصر وما الشيء الذي صار به الإنسان يبصر من عينيه دون أن يبصر من غيرهما من أعضائه فأعلم الله أن خلقا من خلقه لا يدرك المخلوقون كنهه ولا يحيطون بعلمه فكيف به D فأما اللطيف فقال أبو سليمان الخطابي هو البر بعباده الذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون ويسبب لهم مصالحهم من حيث لا يحتسبون قال ابن الاعرابي اللطيف الذي يوصل إليك أربك في رفق ومنه قولهم لطف الله بك ويقال هو الذي لطف عن أن يدرك بالكيفية وقد يكون اللطف بمعنى الدقة والغموض ويكون بمعنى الصغر في نعوت الأجسام وذلك مما لا يليق بصفات الباري سبحانه وقال الأزهري اللطيف من أسماء الله معناه الرفيق بعباده والخبير العالم بكنه الشيء المطلع على حقيقته .
قد جآءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ .
قوله تعالى قد جاءكم بصائر من ربكم البصائر جمع بصيرة وهي الدلالة التي توجب البصر بالشيء والعلم به قال الزجاج والمعنى قد جاءكم القرآن الذي فيه البيان والبصائر فمن أبصر فلنفسه نفع ذلك ومن عمي فعلى نفسه ضرر ذلك لأن الله D غني عن خلقه وما أنا عليكم بحفيظ أي لست آخذكم بالإيمان أخذ الحفيظ والوكيل وهذا قبل الأمر بالقتال