فصل .
وذكر المفسرون أن هذه الآية نسخت بآية السيف وقال بعضهم معناها لست رقيبا عليكم أحصي أعمالكم فعلى هذا لا وجه للنسخ .
وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون .
قوله تعالى وكذلك نصرف الآيات قال الأخفش وكذلك معناها وهكذا وقال الزجاج المعنى ومثل ما بينا فيما تلي عليك نبين الآيات قال ابن عباس نصرف الآيات أي نبينها في كل وجه ندعوهم بها مرة ونخوفهم بها أخرى وليقولوا يعني أهل مكة حين تقرأ عليهم القرآن دارست قال ابن الانباري معنى الآية وكذلك نصرف الآيات لنلزمهم الحجة وليقولوا دارست وإنما صرف الآيات ليسعد قوم بقهمها والعمل بها ويشقى آخرون بالإعراض عنها فمن عمل بها سعد ومن قال دارست شقي قال الزجاج وهذه اللام في ليقولوا يسميها أهل اللغة لام الصيرورة والمعنى أن السبب الذي أداهم إلى أن قالوا دارست هو تلاوة الآيات وهذا كقوله فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا وهم لم يطلبوا بأخذه أن يعاديهم ولكن كان عاقبة الأمر أن صار لهم عدوا وحزنا ومثله أن تقول كتب فلان الكتاب لحتفه فهو لم يقصد أن يهلك نفسه بالكتاب ولكن العاقبة كانت الهلاك .
فأما دارست فقرأ ابن كثير وأبو عمرو دارست بالألف وسكون السين وفتح التاء ومعناها ذاكرت أهل الكتاب وقرأ عاصم وحمزة والكسائي