محمد بن كعب القرظي وقد ذكرنا معنى جهد أيمانهم في المائدة وإنما حلفوا على ما اقترحوا من الآيات كقولهم لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا .
قوله تعالى قل إنما الآيات عند الله أي هو القادر على الإتيان بها دوني ودون أحد من خلقه وما يشعركم أنها أي يدريكم أنها قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وخلف في اختياره بكسر الألف فعلى هذه القراءة يكون الخطاب بقوله يشعركم للمشركين ويكون تمام الكلام عند قوله وما يشعركم ويكون المعنى وما يدريكم أنكم تؤمنون إذا جاءت وتكون إنها مكسورة على الاستئناف والإخبار عن حالهم وقال أبو علي التقدير وما يشعركم إيمانهم فحذف المفعول والمعنى لو جاءت الآية التي اقترحوها لم يؤمنوا فعلى هذا يكون الخطاب للمؤمنين قال سيبويه سألت الخليل عن قوله وما يشعركم إنها فقلت ما منعها أن تكون كقولك ما يدريك أنه لا يفعل فقال لا يحسن ذلك في هذا الموضع إنما قال وما يشعركم ثم ابتدأ فأوجب فقال إنها إذا جاءت لا يؤمنون ولو قال وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون كان ذلك عذرا لهم وقرأ نافع وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي أنها بفتح الألف فعلى هذا المخاطب بقوله وما يشعركم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم في معنى الكلام قولان .
أحدهما وما يدريكم لعلها إذا جاءت لا يؤمنون وفي قراءة أبي لعلها إذا