افغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين .
قوله تعالى أفغير الله أبتغي حكما سبب نزولها أن مشركي قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل بيننا وبينك حكما إن شئت من أحبار اليهود وإن شئت من أحبار النصارى ليخبرنا عنك بما في كتابهم من أمرك فنزلت هذه الآية ذكره الماوردي فأما الحكم فهو بمعنى الحاكم والمعنى أفغير الله أطلب قاضيا بيني وبينكم والكتاب القرآن والمفصل المبين الذي بان فيه الحق من الباطل والأمر من النهي والحلال من الحرام .
والذين آتيناهم الكتاب فيهم قولان .
أحدهما علماء أهل الكتابين قاله الجمهور والثاني رؤساء أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وأشباههم قاله عطاء .
قوله تعالى يعلمون أنه منزل قرأ ابن عامر وحفص عن عاصم منزل بالتشديد وخففها الباقون .
وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم .
قوله تعالى وتمت كلمة ربك قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ونافع كلمات على الجمع وقرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب كلمة على التوحيد وقد ذكرت العرب الكلمة وأرادت الكثرة يقولون قال قس في كلمته أي في خطبته وزهير في كلمته أي في قصيدته