لقربها منها والمعنى كأنه قد كلف أن يصعد إلى السماء إذا دعي إلى الإسلام من ضيق صدره عنه ويجوز أن يكون المعنى كأن قلبه يصعد في السماء نبوا عن الإسلام والحكمة وقال الفراء ضاق عليه المذهب فلم يجد إلا أن يصعد في السماء وليس يقدر على ذلك وقال ابو علي يصعد ويصاعد من المشقة وصعوبة الشيء ومنه قول عمر ما تصعدني شيء كما تصعدتني خطبة النكاح أي ما شق علي شيء مشقتها .
قوله تعالى كذلك أي مثل ما قصصنا عليك يجعل الله الرجس وفيه خمسة أقوال .
أحدها أنه الشيطان رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس يعني أن الله يسلطه عليهم .
والثاني أنه المأتم رواه أبو صالح عن ابن عباس .
والثالث أنه مالا خير فيه قاله مجاهد .
والرابع أنه العذاب قاله عطاء وابن زيد وأبو عبيدة .
والخامس أنه اللعنة في الدنيا والعذاب في الآخرة قاله الزجاج وهذه الآية تقطع كلام القدرية إذ قد صرحت بأن الهداية والإضلال متعلقة بارادة الله تعالى .
وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون .
قوله تعالى وهذا صراط ربك فيه ثلاثة أقوال .
أحدها أنه القرآن قاله ابن مسعود والثاني التوحيد قاله ابن عباس